حيا الفريق أحمد العمدة بادي، حاكم إقليم النيل الأزرق، تضحيات وصمود شعب النيل الأزرق أمام كافة أشكال المعاناة والتهميش والإقصاء، مؤكدا أن تحقيق السلام مكسب للجميع وللأجيال القادمة. وامتدح بادي مجهودات حكومة دولة جنوب السودان برئاسة الفريق سلفاكير ميارديت للتوسط لتحقيق السلام.
ولدى مخاطبته لجموع المواطنين باستاد الدمازين قال بادي إن اتفاقية سلام جوبا عالجت هيكلة الدولة السودانية والمشاركة العادلة في السلطة والثروة على أساس المواطنة. وأوضح أن إقليم النيل الأزرق عانى من الفراغ الدستوري عقب وفاة الأستاذ عبد الرحمن نور الدائم التوم الذي قدم نموذجا للحكم الرشيد، مؤكدا إشراك كافة مكونات الولاية في تنفيذ برنامج ثورة ديسمبر المجيدة والعبور بالإقليم لبر الأمان.
وكشف بادي عن أولويات برنامجه، مبينا أنها تصب في كيفية تنفيذ اتفاقية السلام بتطبيق الشأن الأمني والإنساني ومحاصرة وإيقاف بؤر الصراعات القبلية، بجانب إشراك المرأة والشباب في كافة مستويات السلطة، والعمل على تخفيف الضائقة المعيشية وإزالة التمكين بالقانون وبصرامة. مشيرا إلى أنه من الأولويات تقديم الخدمات الأساسية المتمثلة في الصحة والتعليم ومياه الشرب وتطوير الجامعات بالإقليم وتأهيل المدارس، فضلا عن قضايا الرحل والمزارعين للنهوض بالزراعة والثروة الحيوانية، مشيرا إلى أن قضايا الأرض ظلت تؤرق الجميع وتعد أحد أسباب الحرب وأن اتفاقية السلام عالجت مشاكل الأرض كاملة، وعليه ستتم مراجعة كافة العقودات مع التعويض المجزي للمتضررين. وأضاف أن اتفاق السلام جاء نتاج تضحيات أبناء النيل الأزرق الشرفاء، موضحا أن الممتلكات التي تم إتلافها سيتم تشكيل لجان بشأنها.
وأكد بادي أن الحكم الذاتي لا يعني الانفصال وفيه مكاسب متعددة لشعب النيل الأزرق، أبرزها نسبة ٤٠٪ من الموارد لمدة ١٠ سنوات، وستعمل مفوضية اللاجئين والنازحين على تهيئة المناخ الملائم لقرى العودة وتوفير سبل كسب العيش، داعيا الجميع للعمل معا لمحاربة الفقر والجوع وزيادة الإنتاج والإنتاجية.
وقال بادي إن للمواطنين واجبات في مقدمتها العمل على بناء المصالحات والتسامي والتعافي وطي صفحة الحرب ومراراتها وقبول الآخر والحد من النعرات العنصرية والجهوية والقبلية من أجل مجتمع مدني مسالم ومنتج ومشارك في التنمية، وعلى المواطنين التعاون مع الجهات الرسمية والمنظمات، لافتا إلى أن الخطاب الإعلامي في المرحلة المقبلة خطاب سلام.
وشدد بادي أنه لا للحرب ونعم للسلام ولا للانفصال وسيظل السودان موحدا أرضا وشعبا، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد دمج قوات الجيش الشعبي مع القوات النظامية وصولا لجيش مهني قومي لحماية الوطن.