حذر الجنرال ديفيد بتريوس، الرئيس الأسبق للاستخبارات المركزية الأمريكية وللقيادة المركزية بالجيش الأمريكي من احتمال اندلاع حرب أهلية دموية بسبب انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.
ورأى الجنرال الذي تولى أيضا قيادة قوات التحالف في أفغانستان، أن الولايات المتحدة كان يمكنها منع مثل هذا الاحتمال لو قررت ترك فرقة من قواتها في البلاد.
وقال بترايوس في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية: "في أسوأ الأحوال، يمكننا أن نرى حربا أهلية دموية ووحشية، على غرار تلك التي كانت في التسعينيات، حين انتصرت طالبان. إذا حدث ذلك فمن المحتمل أن نرى عودة معقل القاعدة، على الرغم من أني لا أعتقد أنه سيكون قادرا على تهديد الوطن وأوروبا في المستقبل القريب لكن سيكون أسهل بالنسبة للقاعدة لو سيطرت طالبان"، لافتا في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة بهذه الطريقة تتخلى عن القيم التي حاربت من أجلها.
وتابع المدير الأسبق للاستخبارات المركزية الأمريكية قائلا: "سيرى بقية العالم أننا لا ندعم الديمقراطية والقيم التي نروج لها في جميع أنحاء العالم، حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، والحق في التعليم، وحرية التعبير والصحافة. كل هذا بالطبع، أبعد ما يكون عن الكمال في أفغانستان، لكنه أفضل بكثير مما لو اقامت طالبان نظاما إسلاميا من القرون الوسطى".
وأشار الجنرال إلى أن "ملايين اللاجئين" إذا سيطرت طالبان على أفغانستان، سيتوجهون إلى باكستان ودول أخرى، كما ستتقلص إضافة إلى ذلك، حريات السكان المحليين، وخاصة النساء.
ورأى المدير الأسبق للاستخبارات المركزية الأمريكية أن بلاده كان يمكن أن يكون لها موقف أقوى في المفاوضات مع طالبان لو أظهرت التصميم والإرادة على البقاء، مضيفا وقله: "ولكن إذا قلنا للعدو أننا سنغادر، فلماذا عليهم أن يتخلوا عن أي شيء؟ .. غير مفهوم إلى حد ما بالنسبة لي لماذا لم نفكر في إمكانية ترك 3500 عسكري لمنع طالبان من إعادة الثيوقراطية الإسلامية المحافظة للغاية، والتي لا تلبي مصالح أي جهة".
وأشار الجنرال إلى أن الولايات المتحدة بمساعدة هؤلاء العسكريين الأمريكيين، كان بإمكانها منع حرب أهلية، بينما في الوضع الحالي "ستستمر الحرب وستزداد سوءا".
المصدر: نوفوستي