انطلقت مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا في السادس والعشرون من مايو من أجل الوصول لسلام يحقن دماء السودانيين ولتعزيز بناء دولة الحرية والسلام والديمقراطية التي طالبت بها ثورة ديسمبر المجيدة.
دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بمسودة الاتفاق الإطاري من أجل الوصول لاتفاق يمهد لسلام مستدام بين الطرفين، وقد قرأت الحكومة مسودة الاتفاق وردت عليها ولكن ما زال التفاوض حول الورقة مستمرا في العاصمة جوبا.
وإحدى الفوائد التي جنتها التفاهمات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية هي تمكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في المناطق غير الحكومية الخمس التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
ويشير الباحث في مجال دراسات السلام وفض النزاعات الدكتور عباس التجاني، إلى سلسلة من الإجراءات التي تمت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، إبتداء من زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لكاودا في العام الماضي مرورا بلقاء حمدوك مع الحلو بأديس أبابا سبتمبر في العام الماضي وتوقيع البرهان والحلو.
وأبان التجاني أن توقيع البرهان والحلو أكد ان مجلس السيادة لا يرى أي مشكلة فيما يتعلق بمسألة العلمانية لإنهاء الحرب في السودان، لكنه قال إن وجهات النظر تتباين في عملية إنهاء الحرب وتحقيق السلام و قد ظهر ذلك بالاختلافهما حول 19 نقطة مفصلية من بينها ما تسرب عن تحديد يوم العطلة الرسمية للدولة.
وقال “بشكل عام يسعى الطرفان في إنهاء الحرب وتجديد روح الفترة الانتقالية لتحقيق السلام، واعتقد ان الوصول لاتفاق سلام لن يكون في القريب العاجل ولكن بشكل عام يصل الطرفان لاتفاق في جولة أخرى للتفاوض”.
ويرى التجاني إن مسودة الاتفاق الاطاري التي قدمتها الحركة بشكل عام لا تختلف كثيرا عن مسودة الاتفاق الاطاري التي تم توقيعها في العام 2012 بين مالك عقار ونافع علي نافع مع اختلاف زمان ومكان الاتفاق كثيرا.
وقال عباس التجاني أن وجود قضايا خلافية في المفاوضات هي مسألة متوقعة ، ولكن بحسب المتابعات توصلت الحكومة والحركة الشعبية لاتفاق في كثير من البنود ولكن تمسكت الحكومة بإجازة الجمعة ومسالة البسملة في المخاطبات الرسمية، هذه القضية قد تعقد مسار التفاوض لأن الحركة الشعبية تنادي ببناء الدولة العلمانية وضرورة وقوف الدولة على مسافة واحدة من الجميع.
ومن الصعوبات التي تواجه وفدي التفاوض مسالة الضغط الشعبي للوصول لاتفاق سلام، وهناك بعض من القوى السياسية التي اعترضت على اتفاق جوبا حول طبيعة الاتفاق ، ويمكن ان يكون هناك قوى مضادة قبول مسالة العلمانية ورفض اتفاق جوبا، وهذا الامر يمكن ان يفتح الباب أمام مجموعات لديها تصورات مختلفة حول السودان.
هذا الامر يصعب تجاوزه دون ايجاد تكييف لمصطلح العلمانية الذي سيكون مبدئيا يشار إليه في الدستور بالرغم من التقاء وفدي التفاوض بورش غير رسمية وتم النقاش حول العلمانية في بعض الدول مثل تركيا لتقريب وجهات النظر، يمكن للوساطة ان تتدخل للاستعانة بيوتات الخبرة من أجل تقريب وجهات النظر بين طرفي التفاوض.
وقال الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ محمد علي فزاري ان المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية بدأت لاستكمال عملية السلام الذي بدأ منذ توقيع الوثيقة الدستورية منذ أكثر من عامين، كان هناك تعثر في المفاوضات ولكن بحسب الوساطة حدث إختراق عبر تكوين لجان للمشاورة حول القضايا المتبقية.
واعتبر فزاري أن وجود تعثر في التفاوض أمر طبيعي لأن أي طرف يكون لديه تحفظ في بعض النقاط والشروط ولكن التنازل للوصول الى نقطة مشتركة يبقى عملية مهمة، وبعد توقيع إعلان المبادئ والإقرار بوقوف الدولة على مسافة واحدة من الجميع يعتبر مؤشرا إيجابيا ويمكن تجسير المسافة المتبقية في جلسة أو جلستين، وان كان هناك صعوبة فهي تعود لتمترس كل طرف في جانب مثل اجازة الاربعاء وجود البسملة في المخاطبات الرسمية وكذلك التمسك بالعلمانية بصورتها الصارخة أو التمسك بحق تقرير المصير الذي سينسف الوصول لاتفاق ويجب أن يتم الوصول لرؤية مشتركة بصورة تحفظ التنوع بين الأطراف كافة وانهاء حالة الاحتراب والسيولة السياسية والسيولة الأمنية.
ويشار إلى أن فترة التمديد الثانية للوصول الى اتفاق اطاري بين وفدي الحكومة السودانية برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن شمس الدين كباشي ورئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال السكرتير العام عمار امون ستنتهي اليوم الاحد 13 يونيو 2021، بيد ان رئيس فريق الوساطة مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك يرى أن لا أهمية للسقف الزمني بما أن الأطراف تتفاوض بجدية للوصول الى اتفاق يحقن دماء السودانيين في اشارة منه لتمديد فترة التفاوض
المصدر: سونا