صحيفة اللحظة:
طلب المجلس العسكري في النيجر، الجمعة، من سفراء الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، نيجيريا، وكوت ديفوار، مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، في خطوة تصعيدية للتوتر المستمر بين القادة العسكريين والدول المناوئة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، في 26 يوليو الماضي.
وأصدر المجلس العسكري في نيامي بيانات متلاحقة، كان أولها قرار طرد السفير الفرنسي، سيلفان إيته، حيث قالت إنه “رفض الاستجابة لدعوتها لإجراء مقابلة”، إلى جانب “تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح البلاد”.
وتبع ذلك بيانات تحمل الصيغة نفسها، لواشنطن، برلين، أبوجا، وياموسوكرو، بالتزامن مع استعداد مسؤولة أميركية كبيرة لزيارة دول بغرب إفريقيا، في محاولة دبلوماسية جديدة لحل الأزمة المتفاقمة منذ قرابة الشهر.
وهز انقلاب الجيش على بازوم، في يوليو الماضي، منطقة الساحل الإفريقي، وهو سابع انقلاب تشهده منطقة غرب ووسط إفريقيا خلال 3 سنوات.
ودعمت فرنسا، التي تطالب بإعادة بازوم إلى منصبه، موقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، الصارم حيال الانقلاب في النيجر، لإظهار جديتهم بعدما قالوا إن الانقلابات لن تكون مقبولة في المنطقة بعد الآن.
وللنيجر أهمية استراتيجية بوصفها قاعدة لقوات فرنسية تساعد في القتال ضد جماعات مسلحة متشددة في المنطقة، وباعتبارها واحدة من أكبر الدول المنتجة لليورانيوم في العالم.
وأصبح الوجود العسكري الفرنسي في غرب إفريقيا هشاً على نحو متزايد، حيث طُردت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو وتزايدت المشاعر العدائية تجاه فرنسا في شوارع العاصمة نيامي منذ الانقلاب، وسط تزايد النفوذ الروسي في المنطقة.
تحرك أميركي:
ويأتي قرار المجلس العسكري، بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن مولي فيي، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، تستعد لزيارة نيجيريا وغانا وتشاد، في الفترة من 25 إلى 29 أغسطس الجاري.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن فيي ستبحث خلال جولتها “الأهداف المشتركة المتمثلة في الحفاظ على الديمقراطية التي اكتسبتها النيجر بشق الأنفس، وتحقيق الإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء حكومته المحتجزين ظلماً”.
وأضافت: أن فيي ستجري أيضاً “مشاورات مع كبار المسؤولين في بنين و كوت ديفوار والسنغال وتوجو، وكلها أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.
خيارات “إيكواس”
تحاول “إيكواس” التفاوض مع قادة الانقلاب، لكنها نوهت إلى أنها مستعدة لإرسال قوات إلى النيجر لاستعادة النظام الدستوري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وقال رئيس مفوضية “إيكواس” عمر أليو توراي للصحافيين في أبوجا، الجمعة، إنه “حتى الآن لم يفت الأوان بعد كي يعيد الجيش النظر في تحركه ويصغي لصوت العقل لأن زعماء المنطقة لن يتغاضوا عن أي انقلاب”، مضيفاً أن “المسألة الحقيقية تتعلق بتصميم مجموعة الدول على وقف دوامة الانقلابات في المنطقة”.
وأعرب أليو عن سعي “إيكواس” لـ”إيجاد حل ودي لاستعادة النظام الدستوري في النيجر”، مشيراً إلى أن “اهتمام” المجموعة بـ”ازدهار مواطني النيجر الاقتصادي ورفاههم الاجتماعي، وتعتقد أن تطلعاتهم لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوسائل الديمقراطية والحكم التشاركي”.
يأتي هذا فيما، سمحت النيجر لقوات مالي وبوركينا فاسو، بالتدخل على أراضيها في حالة وقوع هجوم عسكري، في حين قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، إنه يقاوم ضغوطاً لاستخدام القوة العسكرية، وشدد على أن “الاستعادة السريعة والسلمية للنظام الديمقراطي في النيجر أمر بالغ الأهمية”.
ويعكس إعلان مالي وبوركينا فاسو، في بيان ثلاثي يشمل النيجر، الخميس، تدخلهما على أراضي الأخيرة حال حدوث تدخل بالقوة، مؤشراً محتملاً على أن المجلس العسكري في النيجر يعتزم مواصلة مقاومة الضغوط الإقليمية للتخلي عن السلطة.