صحيفة اللحظة:
سُمع دوي انفجار تبين أنه ناجم عن سقوط صاروخ قرب مطار كابل حيث تستكمل الدول الغربية عمليات الإجلاء.
ونجم الانفجار عن إطلاق صاروخ "سقط على منزل، بحسب المعلومات الأولية"، وفق ما أفاد مسؤول في الحكومة السابقة التي أطاحت بها حركة طالبان قبل أسبوعين.
أعلن قائد الشرطة الأفغانية اليوم الأحد، أن صاروخاً ضرب حيًا شمال غرب مطار كابل الدولي، وسط عمليات الإجلاء الأميركية من هناك، ما أسفر عن مقتل طفل.
أتى هذا الهجوم بعد ثلاثة أيام من هجوم دامٍ طال مطار العاصمة الأفغانية، خلف أكثر من 170 قتيلا بينهم 13 جنديا أميركيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر بعد الاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش-ولاية خراسان، من أن هجوماً جديداً وشيكاً محتملٌ جداً.
كما قالت السفارة الأميركية في كابل في تحذير أمني: "نظرا لوجود تهديد محدد وموثوق، يتعين على جميع الأميركيين الموجودين على مقربة من مطار كابل … مغادرة منطقة المطار فورا".
وأشارت السفارة في تحذيرها إلى التهديد الذي تتعرض له "البوابة الجنوبية للمطار، وبوابة وزارة الداخلية الجديدة، والبوابة القريبة من محطة بانشير للبترول في الجانب الشمالي الغربي من المطار".
وتوالي الولايات المتحدة عمليات الإجلاء الجوي من أفغانستان التي غادرتها آخر طائرة إجلاء بريطانية يوم السبت وعلى متنها مدنيين أفغان فقط.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع "لو جورنال دو ديمانش"، أن باريس ولندن تدعوان إلى العمل من أجل إقامة منطقة آمنة" في كابل لمواصلة العمليات الإنسانية.
وقال ماكرون إن البلدين يعدان "مشروع قرار يهدف إلى تحديد منطقة آمنة في أفغانستان ، تحت سيطرة الأمم المتحدة تسمح بمواصلة العمليات الإنسانية".
وتأتي تصريحات ماكرون قبل اجتماع مقرر غدا الإثنين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في أفغانستان.
وقتل نحو 170 شخصا إثر تفجير انتحاري استهدف مطار كابل، يوم الخميس، بينما كانت حشود من الأفغان تحاول دخول ساحته للهرب من البلاد.
وأعلن ما يعرف بتنظيم الدولة في خراسان مسؤوليته عن الهجوم. وردًا على ذلك، نفذت الولايات المتحدة هجوما بطائرة مسيرة على شرقي أفغانستان في وقت متأخر من يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل عضوين بارزين من التنظيم.
ولم يتضح بعد إذا ما كان القتيلان جراء الهجوم الأمريكي قد اشتركا بشكل مباشر في التخطيط لهجوم مطار كابل.
وعن الهجوم الأمريكي، قال بايدن في بيان يوم السبت: " هذا الهجوم لم يكن الأخير. سنوالي اصطياد كل متورط في تلك الهجمة البشعة وسنجعلهم يدفعون الثمن".
من جهتها، أدانت حركة طالبان الهجوم الأمريكي، قائلة إن واشنطن كان عليها التشاور مع الحركة أولاً، بحسب ما صرّح متحدث لوكالة رويترز للأنباء.
وشرعت القوات الأمريكية في الانسحاب من المطار – وتقلصت أعدادهم الآن إلى أربعة آلاف بعدما كانت 5,800 في الأسبوع الماضي.
ويتوقع مسؤولون في البيت الأبيض أن تكون الأيام القليلة المقبلة هي الأخطر منذ بدأت عمليات الإجلاء.
وعززت طالبان نقاط التفتيش من حول المطار، وصعّبت مرور معظم الأفغان إليه، بحسب تقارير إعلامية.
ويعد تنظيم الدولة في خراسان أعنف الجماعات الجهادية المسلحة وأكثرها تطرفًا في أفغانستان، وتقف خلافات كبيرة بين التنظيم وحركة طالبان التي تسيطر على البلاد الآن.
ويتهم تنظيم الدولة في خراسان حركة طالبان بترك ساحات القتال من أجل تسوية سلمية متفاوَض عليها مع الأمريكيين.
وتم إجلاء أكثر من 110 آلاف شخص -أفغان وأجانب- عبر مطار كابل خلال الأسبوعين الماضيين.
وحطّت يوم السبت في روما آخر طائرة إجلاء إيطالية من أفغانستان. وتقول روما إنها أجلت نحو خمسة آلاف مواطن أفغاني عبر مطار كابل.
وتعد إيطاليا بذلك أكثر الدول الأوروبية استقبالا لمن تم إجلاؤهم من الأفغان.
وتقول ألمانيا إنها استقبلت نحو أربعة آلاف أفغاني، فيما تقول فرنسا إنها نقلت إليها أكثر من 2,800 منذ الـ 17 من أغسطس/آب الجاري.
ومع تناقص فرص السفر جوًا، أخذت أنظار الكثير من الأفغان تتطلع إلى الشرق والحدود البرية مع باكستان، بحسب ما تفيد تقارير.
ومنذ سيطرت طالبان على كابول يوم 15 من أغسطس/آب الجاري، يعاني الاقتصاد الأفغاني سقوطا حرًا مع تجمّد تمويل المانحين، وفزع المودعين واقبالهم على سحب أموالهم من البنوك.
وشهدت الساحات أمام بنوك في العاصمة كابل يوم السبت احتشاد متظاهرين.
وقال أحد هؤلاء المتظاهرين لرويترز: "إذا استمر هذا الوضع، ولم يتقاض موظفو الحكومة رواتبهم، ولم يستطع رجال الأعمال تحصيل أموال من البنوك لتسيير أعمالهم، فالنتيجة ستكون مرعبة، سيسري الفقر في المجتمع، ولن يتمكن أحد من حل الأزمة".