صحيفة اللحظة:
توقفت أصوات الانفجارات في أحياء عدة من العاصمة السودانية الخرطوم، مساء الجمعة، بعد سريان هدنة خلال عيد الفطر مدتها 3 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وذلك بعد أسبوع من القتال بين الطرفين في العاصمة ومناطق أخرى.
وتوقفت، صباح السبت، أصوات الرصاص والمدافع بمحيط قيادة الجيش والقصر الرئاسي، وهي المناطق ذاتها التي كانت تشهد اشتباكات مستمرة على مدة 6 أيام.
وتبادل الطرفان الاتهام بخرق الهدنة، حيث تبادل جنود الجيش ومسلحون من قوات الدعم السريع إطلاق النار في أحياء من العاصمة حتى أثناء صلاة العيد.
وفي وقت سابق، أظهرت لقطات بطائرات مسيرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى، التي تمثل معا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في إفريقيا.
في حين، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن “العناصر المتمردة هاجمت مقرا لقوات الدفاع الجوي واحتلت مراكز الشرطة”، وأضاف أن العناصر المتمردة تتمركز داخل المناطق المأهولة والمزدحمة بالسكان المدنيين في وسط وجنوب الخرطوم.
وكان الناطق باسم الجيش السوداني قد قال ان قوات الدعم السريع اقتحمت سجن الهدى غربي أم درمان، وأخلته من النزلاء، في حين نفى إعلام قوات الدعم السريع صحة ذلك.
وفي الساعات القليلة الماضية، تركزت الاشتباكات في المنطقة الجنوبية من العاصمة الخرطوم، وتحديدا أحياء الصحافات وجبرة والمدينة الرياضية التي تحتوي على معسكر للدعم السريع.
ويقول الجيش إنه ينفذ عمليات تمشيط من أجل ما وصفه بطرد الدعم السريع من المناطق الواقعة بين نهري النيل الأزرق والأبيض، التي تمتد نحو 10 كيلومترات.
كما تتركز العمليات في شارع الستين الذي يربط بين المنطقة الجنوبية للخرطوم ووسط العاصمة.
وفي منطقة المسعودية بين ولايتي الخرطوم والجزيرة، اندلعت مواجهات بين الدعم السريع والجيش، لا سيما في مصانع شركة “جياد”، حيث أفاد مصدر في الشركة للجزيرة بأن الجيش يطارد الدعم السريع بعد محاولة فاشلة لاقتحام المصانع.
كما تتركز العمليات في شارع الستين الذي يربط بين المنطقة الجنوبية للخرطوم ووسط العاصمة.
وفي منطقة المسعودية بين ولايتي الخرطوم والجزيرة، اندلعت مواجهات بين الدعم السريع والجيش، لا سيما في مصانع شركة “جياد”، حيث أفاد مصدر في الشركة للجزيرة بأن الجيش يطارد الدعم السريع بعد محاولة فاشلة لاقتحام المصانع.
تأتي الاتهامات المتبادلة وسط تضارب في الأنباء بشأن السيطرة على بعض المواقع؛ إذ قال الجيش إن وسط العاصمة بأكمله تحت سيطرته، وأما قوات الدعم السريع فتقول إنها تحافظ على مواقعها.
وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساسا وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة إفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن 413 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل 6 أيام، ومن بين القتلى 5 على الأقل من موظفي الإغاثة.
هدنة عيد الفطر:
قال جيش السودان وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على هدنة لمدة 3 أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر.
جاء في بيان الجيش “تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها”.
حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المقاتلين على الالتزام بالهدنة قائلا إن القيادة العسكرية والمدنية في السودان يتعين أن تبدأ على وجه السرعة في مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار قادر على الصمود لمنع مزيد من الأضرار.
قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، السبت، إنه تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
أضاف حميدتي في منشور على حسابه على فيسبوك “أكدنا على ضرورة الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية”.
فتح مطارات السودان:
قالت قوات الدعم السريع، الجمعة، إنها مستعدة لفتح جميع مطارات السودان بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياها.
أضافت في بيان أنها “ستتعاون وتنسق وتوفر جميع التسهيلات، التي تمكن المغتربين والبعثات من مغادرة البلاد بسلام”.
لم يتضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على المطارات في السودان.
تضرر مطار الخرطوم جراء القتال بين الجانبين وشوهدت طائرات تحترق على مدرج المطار كما أوقفت شركات طيران تجارية رحلاتها قبل عدة أيام.
الوضع الإنساني:
وقالت نقابة أطباء السودان إن مستشفيات جديدة تضرّرت بشدّة في الخرطوم، وأصيبت 4 مستشفيات في مدينة الأبيض (350 كيلومترا جنوب الخرطوم).
وأعربت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريتش عن قلقها البالغ من مستوى معاناة المدنيين في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد، حيث تشتت العائلات ونفاد الطعام والماء لدى الناس بعد أن حوصروا في منازلهم، ودعت الأطرافَ المتحاربة إلى بذل كل ما في وسعها لإبعاد المدنيين عن الخطر.
وقالت سبولجاريتش إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى محتاجيها، لأن الأطراف لم تقدم لها الضمانات الأمنية اللازمة.
وناشدت سبولجاريتش الأطراف السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بإيصال المساعدات الإنسانية على الفور ومن دون عوائق لمساعدة المدنيين السودانيين المحتاجين، وأكدت أن ذلك ليس اختياريًا، بل هو التزام قانوني بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة مقتل موظف رابع لها في السودان. وقال المتحدث باسم المنظمة بول ديلون للجزيرة إن الموظف الذي يحمل الجنسية السودانية لقي حتفه عندما كان يحاول نقل أسرته إلى مكان آمن، حيث علقت السيارة التي كانت تقلهم وسط تبادل لإطلاق النار في مدينة الأبيض.
مواقف دولية:
ورحبت الآلية الثلاثية المسهلة للحوار في السودان بإعلان الجيش وقوات الدعم السريع وقف إطلاق النار لاستعادة الهدوء خلال عيد الفطر.
وقالت الآلية إن اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح للمدنيين بالحصول على المساعدات الضرورية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وشددت الآلية الثلاثية على أهمية التوصل إلى وقف طويل الأمد للأعمال العدائية، من أجل جميع السودانيين ومستقبلهم.
في حين قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الوضع في السودان في تدهور مستمر كل دقيقة، وإنه لا يوجد وقت نضيعه. وأضافت غرينفيلد -في تغريدة- أن على مجلس الأمن التحرك فورا وبصورة عاجلة دعما للجهود الإقليمية للمساعدة في تسهيل وقف إطلاق النار.
وبحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي الوضع في السودان، وقالت الخارجية السعودية في تغريدة إن وزيري خارجية البلدين أكدا أهمية وقف الأعمال العسكرية من قبل الأطراف المتصارعة في السودان.
وذكر مصدر دبلوماسي للجزيرة أن بريطانيا تدعو إلى عقد جلسة طارئة ومفتوحة لمجلس الأمن بشأن السودان في أقرب وقت ممكن بعد عطلة عيد الفطر لمناقشة التطورات في السودان