صحيفة اللحظة:
الطيران الحربي استأنف قصف مواقع لقوات الدعم السريع في ضاحية كافوري شرقي الخرطوم بحري، وسط معارك محتدمة بين الجانبين، مع دخول الهدنة الرابعة يومها الثالث والأخير، فيما نفت الخارجية السودانية دخول الجيش في تفاوض مع الدعم السريع.
وأوضح المراسل أن المعارك اسُتخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مشيرا إلى سماع إطلاق رصاص متقطع في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة، فيما شوهدت أعمدة دخان تتصاعد وسط العاصمة الخرطوم، وفي مدينة الخرطوم بحري، وقرب جسر “المك نمر” قبالة الخرطوم بحري.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية أن القتال تجدد في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، لليوم الثاني على التوالي، بمختلف أنواع الأسلحة.
ومع استمرار المعارك لليوم الثالث عشر على التوالي، ارتفع عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات -بحسب نقابة أطباء السودان- إلى 303 قتلى بين المدنيين، في حين وصل عدد الجرحى إلى 1848. كما لقي 3 أطفال حتفهم في مدينة الأبيّض في 26 أبريل/نيسان الجاري نتيجة انفجار قذيفة.
وفي غضون ذلك، نفت وزارة الخارجية السودانية دخول الجيش في تفاوض مع الدعم السريع، وأكدت أنه لا خيار أمام قوات الدعم السريع إلا الاستسلام أو الفناء.
وأشارت الوزارة في بيان إلى أن قوات الدعم السريع انتهكت مرات عدة الهدنة السارية حاليا، واعتدت على الأرواح والممتلكات وبعض المقار الدبلوماسية.
وكان الجيش السوداني ذكر في وقت سابق أمس الأربعاء أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وافق بشكل مبدئي، على مبادرة من منظمة “إيقاد”، تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع.
وبحسب بيان الجيش، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة 72 ساعة إضافية، كما تشمل المبادرة إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى جوبا للتفاوض.
وفي حديث للجزيرة، استبعد وزير خارجية جنوب السودان دينق داو أي حوار مباشر بين البرهان وحميدتي في الوقت الراهن، وعزا ذلك إلى ظروف الحرب.
بدوره، اعتبر خالد عمر يوسف، الناطق باسم العملية السياسية في السودان، أن اهتمام الأطراف السياسية منصبّ حاليا على وقف الحرب فورا وبكل الطرق.
وفي سلسلة تغريدات على تويتر، استنكر خالد عمر يوسف ما وصفها بالأحاديث الساذجة عن أن المواجهات المسلحة اندلعت باتفاق بين الحرية والتغيير والدعم السريع، وكشف أن التوترات بين القوات المسلحة والدعم السريع ليست حديثة النشأة، مؤكدا أن الدعم السريع، منذ تكوينه يواجه موقفا رافضا لوجوده من بعض قادة الجيش.
وفي مساعي الوساطة لحل الأزمة السودانية، التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي المبعوثة الأوروبية الخاصة للقرن الأفريقي أنيت ويبر في أديس أبابا، وتركز اللقاء على الأزمة السودانية الراهنة.
وقال موسى فكي -في تغريدة على تويتر- إن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي يبذلان جهودا كبيرة لإنهاء الحرب في السودان.
وتأتي هذه التطورات فيما تتعالى تحذيرات من أن ملايين السودانيين بحاجة لمساعدة عاجلة، مع توقف العمل في معظم المستشفيات في مناطق الاشتباكات.
فبينما قال مدير الهلال والصليب الأحمر الدولي بالسودان للجزيرة إن 6 ملايين شخص في الخرطوم وحدها بحاجة لمساعدة عاجلة، أعلنت نقابة الأطباء في السودان توقف 60 مستشفى، من أصل 86، عن الخدمة في مناطق الاشتباكات بالعاصمة والولايات.
بدوره، طالب الصليب الأحمر الدولي أطراف النزاع في السودان بضمان سلامة العاملين في المنظمات الإغاثية والإنسانية.
في هذه الأثناء، قدّرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما بسبب المعارك.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تناشد جميع البلدان المجاورة للسودان إبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين.
وحدّ القتال من توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها -البالغ عددهم 46 مليون نسمة- بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف.
وأفاد تحديث من الأمم المتحدة أمس الأربعاء بأن علاج ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد تعطل بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.
ولا تزال عمليات الإجلاء من السودان مستمرة لرعايا الدول العربية والأجنبية، حيث لا يزال العديد من الأجانب عالقين على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من كبرى عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021.
وقال مصدر في الجيش السوداني إن طائرات أميركية أجْلت 753 من الرعايا الأميركيين والأوروبيين عبر مطار “وادي سيدنا” شمالي ولاية الخرطوم.
وأضاف المصدر أنه بقي نحو 200 مصري و300 أوروبي سيجري إجلاؤهم اليوم عن طريق مطار “وادي سيدنا”.
وأعلنت الحكومة الفرنسية أن ما يقرب من 400 شخص وصلوا إلى ميناء جدة السعودي، قادمين من بورتسودان على متن السفينة الحربية الفرنسية “لورين”.
وأوضح بيان فرنسي أن من بين هؤلاء 5 فرنسيين، والباقين يتوزعون على 50 جنسية أخرى، ولا سيما من إيطاليا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإثيوبيا، وأضاف أن عدد الذين أجلتهم فرنسا منذ بداية العملية ارتفع إلى 936 شخصا.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث بعد انتهاء وقف إطلاق النار في السودان، لكن الواضح بالنسبة له أنه سيكون من المستحيل إجراء عملية الإجلاء بعد ذلك.
وأشار الوزير البريطاني إلى إجلاء 536 مواطنا بريطانيا من السودان، نافيا الأنباء التي تحدثت عن هبوط فرق الإجلاء البريطانية على أرض السودان دون إذن من سلطاتها.