اللحظة: سعاد عبدالله
لقد ظل السودان يتابع بإهتمام بالغ تطورات الأحداث في أفغانستان منذ أن أمسكت حركة طالبان بمقاليد السلطة في كابول وهو يدرك تماما تعقيدات المشهد السياسي هناك وتقلب الأوضاع منذ عقود وما عانت منه هذه البلاد الشقيقة.
لكن السودان يحدوه الأمل ويقين راسخ بأن الحكمة ستعلو بما يمكن الأفغان وبمحض إرادتهم من تحقيق انتقال سياسي متوافق عليه يمكنهم من نبذ الحروب وإرساء السلام وبسط الاستقرار وبناء مستقبل أفضل يحققون فيه التنمية البشرية والإقتصادية التى ينشدون.
إن ما يجعل السودان يستبشر خيرا التصريحات التي صدرت من المسؤولين في حركة طالبان والتي تشير الى مرونة في موقفها استعدادها لاستيعاب الآخر وهو ما تجلى في حوارات دخلت فيها سلفا مع قيادات بارزة في لجنة المصالحة الوطنية ورموز سياسية
وإقبال على التفاكر والتفاعل مع كافة أطياف التكوينات الإجتماعية والسياسية واستعداد لاحترام حقوق الإنسان توطئة لتشكيل حكومة تمثل قاعدة عريضة من المجتمع الأفغاني وتبقي على الكثير مما حققه الأفغان من مكاسب.
أمام السلطة الجديدة في أفغانستان إختبار لتثبت أنها تعني ما تقول وهو أن لا تقف في طريق خروج الخائفين على أنفسهم من الأفغان والرعايا الأجانب . وهو أمر أن تم بيسر قد يوفر مداخل للتعامل مع العالم الخارجي الذي يراقب جملة المشهد.
لا ريب أن السودان يقود تجربة إنتقالية فريدة في الحكم بعد ثورة ظافرة يدرك معنى إتباع القول بالفعل والصبر المسؤول والموضوعي المقترن بالمهمة في مثل هذه اللحظات التاريخية ويعي تماما أن أية تجربة وطنية في التحول.
لابد أن تراعي المحيط الدولي وتتفهم تماما الحاجة إلى مراعاة القيم المشتركة مثل إحترام حقوق الإنسان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وإرساء العلاقات على أساس التعاون وتبادل المنافع وتحقيق المصالح.
إن السودان الذي عاد بقوة إلى المجتمع الدولي يدعو الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي ومنظماته أن لا تدع أفغانستان وحدها هذه المرة وأن تقف معها وتمد لها كافة أشكال العون دون إملاء.
وأن تكف عن إتخاذها مسرحا تضطلع فيه الأجندات. لندع أفغانستان وأبنائها يتخذون من هذا المنعطف فرصة يقررون فيها مصيرهم ومستقبلهم.