صحيفة اللحظة:
تتزامن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى السودان، الأربعاء، مع وصول 6 مبعوثين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ما يعد مؤشراً على مستوى التنافس المتصاعد بين الكرملين وخصومه الغربيين داخل القارة الإفريقية، بحسب ما أفادت به “بلومبرغ”.
الوكالة الأميركية ذكرت أن زيارة لافروف إلى السودان، وهي ثاني جولة إفريقية له خلال العام الجاري، تأتي في وقت تسعى فيه موسكو إلى إيجاد حلفاء لها بالقارة.
ويعدُ السودان أحد الدول الإفريقية التي عززت روسيا علاقاتها معها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، بحسب “بلومبرغ”.
وشدد وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق في تصريح لوكالة الأنباء السودانية “سونا” على أن الخرطوم وموسكو “تربطهما علاقات قوية وراسخة ومتطورة تقوم على الاحترام المتبادل”، لافتاً إلى أن البلدين “تجمعهما الرغبة في تطوير هذه العلاقات”.
وأكد الصادق أن هذه العلاقات “تدعم آليات قائمة متفق عليها بين الطرفين تتمثل في اللجنة الوزارية المشتركة ولجنة التشاور السياسي بين البلدين واللقاءات الثنائية على مستوى الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين والخبراء، إضافة إلى منبر المنتدى الروسي العربي الذي يهتم بتطوير علاقات روسيا مع الدول العربية”.
زيارة مفاجئة:
زيارة لافروف إلى الخرطوم، تأتي بالتزامن مع وصول 6 مبعوثين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والنرويج، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي إلى العاصمة السودانية، الثلاثاء، في زيارة تستغرق أياما ًعدة، بحسب وكالة “سونا”.
وقال 3 أشخاص مُطلعين على الأمر لـ”بلومبرغ”، إن زيارة المبعوثين “كان مُخططاً لها منذ فترة طويلة”، وأن تزامنها مع وصول لافروف “كان أمراً مفاجئاً لجميع العواصم الغربية”.
وذكر وزير الخارجية السوداني أن زيارة المبعوثين الـ6 تأتي بهدف “الدفع بالعملية السياسية، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، وحضهم على تقديم تنازلات لتحقيق الوفاق والانتقال الديمقراطي في البلاد”.
وقالت رئيسة مجلس إدارة اتحاد “مبادرة الأعمال الإفريقية” ناتاليا زايزر، إن “روسيا تعمل على تعزيز تعاونها مع الدول الإفريقية، والأطراف الأخرى تحاول منع ذلك”، مشيرةً إلى أن “لدينا استراتيجية خاصة في إفريقيا وسنتمسك بها”.
الخيارات المطروحة:
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن القادة العسكريين في السودان يواجهون خياراً مماثلاً للخيارات المطروحة في الدول التي لديها أنظمة عسكرية في جميع أنحاء إفريقيا.
وأوضحت أن الخيار يتمثل في السماح بإجراء انتخابات ديمقراطية مقابل مساعدات محتملة بمليارات الدولارات وتخفيف أعباء الديون من جانب الغرب، أو التقرب من موسكو مع البقاء في السلطة.
وكانت روسيا على خط المشاورات السياسية لحل الأزمة السودانية، بالتزامن مع انطلاق مباحثات بعثة الأمم المتحدة “يونيتامس” لدعم التوافق في البلاد، وهو ما أوجد صدى إيجابياً في الوسط السوداني.
وقال السفير الروسي في السودان فلاديمير جيلتوف، خلال لقاء مع عضو مجلس السيادة الانتقالي أبو القاسم محمد برطم، منتصف يناير الماضي، إن بلاده تدعم قيادة وشعب السودان، لافتاً إلى أن روسيا تعمل على مساعدة السودانيين لتجاوز الحالة الراهنة، بما يخدم المصلحة العليا للسودان.
وحافظ الكرملين على علاقات ودية مع المجلس العسكري السوداني، بينما أوقف الغرب مساعداته بسبب إجراءات اتخذها رئيس مجلس السيادة السوداني (عبد الفتاح البرهان) في أكتوبر 2021، اعتبرها الغرب “انقلاباً” كونها أدت إلى الإطاحة بالحكومة الانتقالية التي تشكلت في عام 2019 بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، بحسب “بلومبرغ”.
ويتواجد مسؤولو الاتحاد الأوروبي في السودان للتشجيع على تنفيذ “الاتفاق الإطاري” المدعوم دولياً والذي وقعت عليه جماعات المعارضة الرئيسية والحكومة التي يقودها الجيش في ديسمبر الماضي، وكان يُفترض أن يؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية.
ولكن جماعات المعارضة تقول إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، لا يزال ضمن الأشخاص الذين يتحكمون في مُجريات الأمور، بحسب الوكالة.