صحيفة اللحظة:
شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، على أن السلطة الفلسطينية ستلاحق المسؤولين عن قتل مراسلة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، في المحكمة الجنائية الدولية، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عما حدث.
وأكد الرئيس الفلسطيني، خلال موكب التشييع الرسمي لشيرين أبو عاقلة الذي جرت راسمه في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، أن السلطة الفلسطينية "رفضت مشاركة إسرائيل في التحقيق في ملابسات قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، لأنها هي من ارتكبت الجريمة".
وأضاف عباس: "لا نثق في إسرائيل لإشراكها في هذا التحقيق"، و"سنذهب مباشرة إلى محكمة الجنائية الدولية لملاحقة هؤلاء المجرمين".
وتابع عباس: "نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسألة قتلها بشكل كام، ولن تمر هذه الجريمة دون عقاب".
ووصف عباس شيرين أبو عاقلة بـ"شهيدة فلسطين والقدس، وشهيدة الحقيقة والكلمة الحرة، ورمزاً للمرأة لفلسطينية"، معلناً منحها وسام "نجمة القدس".
وشهد مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، مراسم التشييع الرسمي للصحافية شيرين أبو عاقلة، الخميس، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من ممثلي المؤسسات الأهلية والشعبية والرسمية الفلسطينية.
وسينقل الجثمان من مقر الرئاسة بعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، إلى مدينة القدس حيث سيجري تشييعها، الجمعة، بمشاركة شعبية من كنيسة الروم الكاثوليك إلى مقبرة صهيون، حيث توارى الثرى إلى جانب والديها.
وقالت السلطة الفلسطينية إن قوة إسرائيلية خاصة قتلت الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة "الجزيرة"، برصاصة في الرأس خلال اقتحام قوات إسرائيلية مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وبعد أن حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، فلسطينيين مسلحين مسؤولية قتلها، تراجعت الدولة العبرية بعض الشيء عن روايتها، وتحدث وزير الدفاع بيني جانتس عن احتمال أن يكون مسلح فلسطيني أطلق النار أو أن يكون جندي إسرائيلي فعل ذلك.
ورفض المسؤولون الفلسطينيون طلب الجانب الإسرائيلي إجراء تحقيق مشترك في قتل شيرين أبو عاقلة، على اعتبار أن كل "المؤشرات والدلائل والشهود تؤكد اغتيالها من وحدات خاصة إسرائيلية" وفق ما قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة.
وكان لخبر قتل الصحافية البالغة من العمر (51 عاماً) وقعاً شديداً على كل من عرفها واعتاد متابعة تقاريرها على مدار أكثر من عقدين سواء في الأراضي الفلسطينية أو الشرق الأوسط أو حتى في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية التي تحمل جنسيتها.
وحمل عناصر من حرس الرئاسة الفلسطينية جثمان شيرين أبو عاقلة قبل نقله إلى مركبة عسكرية والتوجه إلى مقر الرئاسة الفلسطينية لتوديعها وتكريمها بحضور الرئيس محمود عباس.
وكان الجثمان قد سُجي، الأربعاء، في مكتب "الجزيرة" في رام الله لإلقاء نظرة الوداع قبل أن يجوب به المشيعون شوارع المدينة.
وقال شقيقها أنطون لوكالة "فرانس برس"، إن شيرين "كانت بنت فلسطين وشقيقة كل فلسطيني وكل عربي".
وأضاف بألم عميق "لا يمكن السكوت عن ما حصل، وهذا أكبر إثبات على وجود الشعب الفلسطيني بقوة في أرضه".
وأعلنت بلدية رام الله، الأربعاء، عزمها إطلاق اسم شيرين أبو عاقلة على أحد شوارع مدينة رام الله.