صحيفة: اللحظة
قالت وسائل إعلام أفغانية وروسية، الأحد، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني غادر البلاد بعد أن قبل الاستقالة من منصبه مع زحف حركة طالبان نحو كابول.
وقال نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله، الذي يترأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في مقطع مصور نشره عبر فيسبوك: "الرئيس الأفغاني غادر البلاد".
ووصف عبد الله عبد الله الرئيس غني بالرئيس السابق، موجها له اللوم على مغادرة البلاد في "هذا الموقف العصيب".
من جانبه، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز للأنباء إنه لا يمكننا الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات أشرف غني لأسباب أمنية.
بدوره، أكد مسؤول كبير بوزارة الداخلية أن الرئيس الأفغاني غادر إلى طاجيكستان.
في غضون ذلك، قال ممثل لطالبان، إن الحركة تتحقق من مكان وجود غني.
وعلق قيادي في حركة طالبان قائلا: "نتأكد من مسؤولينا في أفغانستان ما إذا كان غني غادر كابول أم لا".
وباتت الحركة على أبواب العاصمة بعد أن شنت هجمات واسعة سيطرة خلالها على معظم أراضي البلاد بعد الانسحاب الأمريكي.
الرئيس الأفغاني "زار" السفارة الأمريكية.. وهذا طلبه من "طالبان"
ومع اقتراب طالبان من العاصمة سارعت البعثات الدبلوماسية إلى غلق سفاراتها والعمل من مواقع قريبة من مطار كابول، أو مغادرتها البلاد بالفعل.
وفي هذا السياق، نقل موظفو السفارة الأمريكية في كابول بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأمريكية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد.
وأوضح بلينكن لمحطة "إيه بي سي" التلفزيونية قائلا: "ننقل الرجال والنساء من سفارتنا إلى المطار. هذا هو سبب إرسال الرئيس جو بايدن قوات مسلحة"، مشيرا إلى أن الهدف من إرسال القوة العسكرية كان ضمان تنفيذ هذه العملية "بشكل آمن ومنظّم".
لكن على الرغم من الخطوة التي اتّخذت على نحو عاجل، رفض بلينكن تشبيه الوضع الراهن في كابول سقوط سايجون عام 1975، مؤكدا أن الولايات المتحدة "حققت أهداف" الحرب في أفغانستان.
وقال بلينكن للمحطة التلفزيونية: "هذه ليست سايجون. لقد دخلنا أفغانستان قبل 20 عاما في مهمة هدفها تصفية حسابات مع من هاجمونا في 11 سبتمبر/أيلول. لقد أنجزنا هذه المهمة".
وفي السياق ذاته، أعلنت الخارجية البريطانية أنها قلصت من الوجود الدبلوماسي في أفغانستان، لكن السفير ما زال في كابول.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم إنه يشعر بقلق بالغ إزاء مستقبل أفغانستان، داعيا مسلحي حركة طالبان إلى إنهاء العنف بعد دخولهم العاصمة كابول.
وكتب راب على تويتر قائلا: "أشارك وزير الخارجية قرشي القلق العميق على مستقبل أفغانستان" في إشارة إلى وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي.
وأضاف راب قائلا: "نتفق على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا موحدا في دعوة طالبان لانهاء العنف وضرورة احترام حقوق الإنسان".
من جانبها، قالت الخارجية الإيطالية إن طاقم سفارتنا في كابول يعود إلى روما اليوم الأحد.
فيما أكدت الخارجية الكندية أن موظفي سفارتها في كابول في طريقهم للعودة من أفغانستان.
يأتي ذلك فيما، أغلقت ألمانيا اليوم سفارتها في كابول مع دخول متمردي طالبان العاصمة الأفغانية.
وقالت وزارة الخارجية في برلين على موقعها الإلكتروني: "الوضع الأمني تدهور بشدة. السفارة الألمانية في كابول مغلقة اعتبارا من 15 أغسطس".
وناشدت الوزارة المواطنين الألمان مجددا مغادرة أفغانستان.
كما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية أن بلاده نقلت سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول لموقع قرب المطار الدولي بالمدينة مع تحركها سريعا لإجلاء الباقين من مترجميها الأفغان وموظفيها المحليين.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية اليوم أيضا إنها أرسلت طائرة عسكرية إلى كابول في إطار جهودها لإجلاء الجنود الباقين.
وأشارت الحكومة الهولندية إلى أنها ستبقي على السفارة في كابول تعمل لأطول مدة ممكنة في ضوء المكاسب السريعة التي حققتها حركة طالبان على الأرض.
من جانبها، قالت السفارة الروسية في كابول إن موسكو مستعدة للتعاون مع الحكومة الأفغانية المؤقتة.
في الوقت نفسه، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلا عن وزارة الخارجية الروسية، اليوم أن موسكو لم تعترف بعد بمسلحي طالبان كسلطة قانونية جديدة بأفغانستان.
وأوضحت الوزارة أيضا أنه من المستبعد أن يتوجه الرئيس الأفغاني إلى روسيا بعد مغادرة بلاده.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد نقلت عن مسؤول كبير، أن الرئيس الأفغاني، حل بسفارة واشنطن بكابول للتشاور مع الأمريكيّين.
وقال المسؤول الأفغاني الذي لم تذكر الصحيفة الأمريكية اسمه، إن الرئيس غني كان في السفارة الأمريكية للتشاور مع البعثة الأمريكية.