صحيفة اللحظة:
أكد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنل أن حكومات الدول الغربية تستعد لمواجهة اقتصادية "طويلة الأمد" مع روسيا، خاصة مع استغلال موسكو إمدادات الطاقة والغذاء في مواجهة العقوبات التي فرضت عليها في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وخفضت روسيا تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستيرم لنحو 20 في المئة من طاقته الاستيعابية، مما يثير مخاوف الدول الأوروبية بعدم تمكنها من تخزين الغاز الطبيعي الذي ستحتاجه خلال فصل الشتاء المقبل.
وخلال الأيام الماضية ضربت الصواريخ الروسية منشآت في ميناء أوديسا لتصدير الحبوب، بعد يوم من توقيع موسكو اتفاق مع الجانب الأوكراني لإنشاء ممر آمن لتصدير الحبوب من الميناء الأوكراني.
وتظهر هذه الخطوات الروسية أن موسكو تستعد لخنق "إمدادات السلع" والطاقة في محاولة الرد على الدول الغربية، التي فرضت عقوبات على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظامه بسبب غزو أوكرانيا، وفق تقرير الصحيفة.
ورغم تأكيدات من مسؤولين غربيين أن بعض الدول تعمل على تقليل اعتمادهم على الإمدادات الروسية، سبب الضغط الروسي على شحنات الطاقة والغذاء تحديات في العديد من الدول.
وأضافوا أن الخسائر التي تفرضها العقوبات الغربية على موسكو ستزيد مع مرور الوقت، خاصة مع "تآكل القاعدة الصناعية" لروسيا.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قالت للصحيفة "لقد رأينا 27 حكومة أوروبية تتبنى حزما طموحة من العقوبات.. قد تكون هناك مناقشات حول التدابير الفردية، لكن الجميع يتفق على الاتجاه العام".
ونقلت الصحيفة عن اقتصاديين قولهم إن "الألم الذي ستتعرض له أوروبا إذا قلل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الغاز سيكون كبيرا، ومن المحتمل أن يؤدي إلى ركود"، إذ ساهم ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في ارتفاع التضخم لمستويات قياسية في العديد من الدول.
ويعتقد مسؤولون غربيون إن سلوك روسيا في قطاع الطاقة، سيرتد عليها بنتائج عكسية، خاصة وأن الدول الأوروبية تسعى للابتعاد عن النفط والغاز الروسي، وهو ما سيحرم موسكو من أكبر مستورد لديها على المدى الطويل.
ويؤكدون أن روسيا تواجه "ركودا عميقا خاصا بها" خلال هذا العام، وهي تكافح من أجل استيراد المعدات التكنولوجية والآلات الحيوية، ويتوقعون أن يحدث ذلك "نزيفا بطيئا" يؤدي إلى تدهور الاقتصاد الروسي بمرور الوقت.
ولتعويض النقص في الطاقة في الدول الأوروبية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء إن بلاده ستصدر مزيدا من الكهرباء إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي في كلمته اليومية إلى الأمة "نحن نتهيأ لزيادة صادراتنا من الكهرباء إلى مستهلكين في الاتحاد الأوروبي"، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.
وأوضح أن "صادراتنا ستسمح ليس فقط بزيادة مدخولنا من العملات الأجنبية بل ستساعد أيضا شركاءنا على مقاومة الضغط الذي تمارسه روسيا على صعيد الطاقة"، بعدما خفّضت موسكو بشكل كبير ضخ الغاز إلى أوروبا.
وقال زيلينسكي "سنجعل أوكرانيا تدريجيا واحدة من الجهات الضامنة لأمن الطاقة الأوروبي".
وفي منتصف مارس تم ربط شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية، لضمان استمرار تدفق الإمدادات على الرغم من الحرب.