الرئيسية » السياسة » الخرطوم تشهد مواجهات وقصف في أم درمان وتحليق لطائرات الاستطلاع الحربية

الخرطوم تشهد مواجهات وقصف في أم درمان وتحليق لطائرات الاستطلاع الحربية

حرب السودان6

صحيفة اللحظة:
قال شهود عيان إن الطيران الحربي للجيش السوداني شن (الجمعة) ضربات جوية على مقر «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» القومي، في وسط مدينة أمدرمان، الذي تسيطر عليه قوات «الدعم السريع»، منذ اندلاع الحرب في البلاد منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وسط أنباء متواترة عن تقدم قوة من الجيش على الأرض لتطويق المنطقة من عدة اتجاهات.
قصف الجيش السوداني، أهدافاً تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من منطقة العسال جنوبي العاصمة الخرطوم، الجمعة، فيما سُمعت أصوات المضادات الأرضية وشوهدت طائرات استطلاع تُحلق في المنطقة
ووفقاً لمصادر محلية، تسود حالة من الهدوء الحذر مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم؛ إذ تراجعت حدة الاشتباكات بين طرفي القتال، الجيش وقوات «الدعم السريع»، بشكل ملحوظ لليوم الثاني على التوالي، عدا سماع دوي قذائف مدفعية في أماكن بعيدة في أمدرمان.
وتعرض حي «الملازمين»، الذي يضم مقر «الإذاعة والتلفزيون»، خلال اليومين الماضيين، إلى قصف جوي مكثف أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى وسط المدنيين، وتدمير عدد كبير من المنازل.
وقال شهود إن مقاتلات الجيش السوداني أجرت طلعات استطلاعية في سماء أمدرمان، قبل أن توجه قذائفها باتجاه المقر الذي يقع في وسط الحي المأهول بالسكان.
وينشط الجيش السوداني منذ نحو أسبوع في تصعيد القصف الجوي والمدفعي والعمليات العسكرية البرية في مدينة أمدرمان ضد قوات «الدعم السريع» التي تفرض سيطرتها على بعض المواقع السكنية في المدينة.
وقال أحمد السماني، المقيم في حارة «أمبدة» في مدينة أمدرمان لـ«الشرق الأوسط»: «نسمع أصوات الأسلحة الثقيلة ودوي المدافع، وقد توقفت الاشتباكات تماماً»، مضيفاً أن الأوضاع هادئة في المنطقة، «لكن نتخوف من تجدد القتال في أي وقت».
وقال مصدر ثانٍ في أمدرمان إن الطيران الحربي أجرى طلعات جوية بصورة متقطعة فوق عدد من الأحياء، تصدت لها قوات «الدعم السريع» بالمضادات الأرضية.
وفي وقت سابق الجمعة، بدا أن الهدوء عاد إلى العاصمة بعد وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الخميس، وفق شهود وسكان.
ووفقاً لمصادر محلية، وجّه الجيش ضربات جوية مماثلة في محيط سلاح المظلات، وهو أحد المقرات العسكرية التابعة له في مدينة بحري وتسيطر عليه قوات «الدعم السريع».
 في حين قال المتحدث باسم الخارجية السودانية، إن الوساطة السعودية الأميركية “ما زالت قائمة، في انتظار الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات”.
وأضاف المتحدث عبد الرحمن خليل، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الجمعة، أن “الوسطاء ينتظرون الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”، مشيراً إلى أنه “لا توجد حتى الآن معلومات عن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات”.
وفي سياق الحرب الدائرة في السودان، أفاد شهود عيان، بأن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، حيث ارتكبت أعمال سلب ونهب للبنوك والمنشآت الحكومية، وفق وكالة “فرانس برس”.
وأشار سكان من بارا، التي تبعد 50 كيلومتراً شمال شرق مدينة الأبيض عاصمة الولاية، إلى أن “قوات الدعم السريع تُهاجم مدينة بارا وتهاجم البنوك والمنشآت الحكومية”.
وقال عبد المحسن إبراهيم، أحد سكان المدينة: “نحن في رعب من إطلاق نار وأعمال سلب ونهب وليس هناك جيش أو شرطة”.
وأضاف بصوت ينم عن شعوره بالإحباط: “حتى لو حاول الجيش الوصول من (مدينة) الأبيض، سيكون الأمر صعباً، لأن قوات الدعم باتت تسيطر على طريق بارا االأُبيض”.
وكانت منظمات حقوقية وانسانية وثّقت، بحسب شهادات من سكان في بارا وإقليم دارفور “جرائم” قالت إن عناصر الدعم السريع ارتكبوها مثل “السرقة، والنهب، والعنف الجنسي”.
صراع على جسور العاصمة
وفي وقت سابق الجمعة، بدا أن الهدوء عاد إلى العاصمة بعد وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ، وفق شهود وسكان.
وبحسب سارة سليمان، التي تسكن في حي بُري المجاور لقيادة الجيش، قولها إنها سمعت دوي انفجارات قوية، مساء الخميس، استمرت حتى وقت متأخر من الليل، بجانب سقوط طائرة مُسيرة في الحي الذي تسكن فيه.
وأشارت إلى أن ألسنة اللهب تصاعدت في الجزء الشرقي من مباني قيادة الجيش، لافتةً إلى أن غالبية السكان غادروا بيوتهم بسبب القذائف والضربات الجوية.
وأضافت: “أفراد قوات الدعم السريع المنتشرين في المنطقة ينهبون ويروعون كل من يجدوه في الطريق، نشعر بخوف شديد ولا يمكننا التحرك بحرية حتى داخل الحي”.
وقال سكان في أم درمان غرب العاصمة إن الهدوء عاد إلى المدينة بعد أن شهدت معارك عنيفة على الأرض، باستخدام الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية.
وأبلغ محمد ماو، أحد سكان أم درمان، بأن الهدوء يعم أرجاء المدينة باستثناء ضربات مدفعية بعيدة متقطعة وتحليق لطائرات الاستطلاع الحربية.
وقال ماو، إن الأسواق الصغيرة والمتاجر فتحت أبوابها رغم شح السلع، خاصة الخضروات، وارتفاع الأسعار نتيجة إغلاق الجسور الرئيسية التي تربط أم درمان وبحري والخرطوم، وهي المدن الثلاث التي تُشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
وتضم العاصمة، 9 جسور تربط مدنها الثلاث ببعضها عبر النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر النيل، وتُسيطر قوات الدعم السريع على 4 منها بالكامل، بينما يسيطر الجيش على 3 جسور من جهة أم درمان وجسرين من جهة بحري والخرطوم.
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل الماضي، يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تشهد العاصمة، معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصاً مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.
على الصعيد الإنساني، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 3 ملايين شخص نزحوا داخل السودان وعبر الحدود بعد ما يقرب من 3 أشهر على اندلاع الصراع.
وأضافت المنظمة، في بيان، الحميس، أن ما لا يقل عن 24.7 مليون شخص، يُمثلون نصف سكان السودان تقريباً، يحتاجون بشكل جدي إلى مساعدات إنسانية وحماية، مشيرة إلى أن ثلثهم في إقليم دارفور الذي يتدهور فيه الوضع “بشكل كبير”.
وأكدت الوكالة وجود “حاجة ماسة” إلى تمويل إضافي للحفاظ على عملياتها وتوسيع نطاقها في جميع أنحاء السودان.
وقال حاتم خورشيد، عضو قوى الحرية والتغيير، الجمعة، إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية معاناة النازحين.
واتهم خورشيد، وهو عضو التحالف الديمقراطي للمحاميين، المنظمات الدولية بالتقصير في حق النازحين السودانيين بسبب عدم إقامة معسكرات لهم حتى الآن.
وقال: “الشعب السوداني هو الذي يأوي بعضه الآن، دون تدخل من أي منظمات أممية أو إقليمية ودون وجود قوافل مساعدات إنسانية أو إغاثات طبية”.
وأوضح خورشيد، أن سكان الخرطوم، نزحوا إلى ولايات أخرى هرباً من المعارك دون أن يجدوا مأوى لهم أو مساعدات إنسانية أو طبية.
ويُعاني المدنيون في البلاد، ظروفاً معيشية صعبة، إذ تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه وخدمات الاتصال والإنترنت لساعات طويلة، وخروج العديد من المستشفيات من الخدمة.