صحيفة اللحظة:
أعلنت "قوى الحرية والتغيير" في السودان أن "الانقلابيين هاجموا ندوة دعت لها في الخرطوم"، وتوعدت بأن الندوة ستستكمل بعد الغد و"تزلزل أركان النظام الانقلابي".
ويذكر أن مجهولون أطلقوا عبوات غاز مسيل للدموع على حشد كبير تجمع بالخرطوم بحري لحضور ندوة سياسية دعا لها تحالف الحرية والتغيير مساء الجمعة.
واضطر منظمو الندوة والحضور لمغادرة "ميدان الرابطة" بضاحية شمبات مع تكاثف الدخان الذي غطى المكان وحال دون إكمال الندوة كما تم سحب قادة التحالف من المنصة بعد تراشق بالكراسي وسقوط عدد من الحضور جراء الاختناق بالغاز.
واستهل الحديث في الندوة ماهر الجوخ وتلاه خالد عمر يوسف وأطلق المهاجمون القنابل المسيلة للدموع عند انتهاء الأخير من كلمته، الأمر الذي أدى إلى فض الندوة بعد محاولة المنظمين استئنافها نتيجة لكثافة الغاز.
وكان مخططا أن يتحدث في الندوة كل من سلمى نور ومحمد الفكي سليمان وياسر عرمان والصديق الصادق وآخرين.
وأشار شهود عيان إلى أن مطلقيها على الأرجح من الشباب المنتمين إلى مجموعتي "غاضبون" وملوك الاشتباك" وهي كيانات شبابية تعارض الحرية والتغيير وترفض بشكل صريح سياسات الحكومة الحالية ودرجت على الاشتباك مع قوات الشرطة والأجهزة الأمنية خلال الاحتجاجات السلمية الأخيرة.
وقالت القوى في بيانها إن "عناصر تابعة للانقلابيين والواجهات المرتبطة بهم قاموا بتخريب أول ندوة جماهيرية دعت لها قوى الحرية والتغيير بميدان الرابطة بشمبات مساء اليوم الجمعة"، وأشارت إلى أن تلك الندوة كانت "تعزيزا للحراك الجماهيري التاريخي المناهض لانقلاب 25 أكتوبر".
وأضافت أن أولئك العناصر قاموا "بقصف الندوة بقنابل الغاز المسيل للدموع والهجوم عليها بالأسلحة البيضاء وتحطيم الكراسي ومعدات الندوة والاعتداء على أجهزة الإعلام والحضور من المواطنين".
وأكدت "أن ندوة قوى الحرية والتغيير التي لم تكتمل، سيستكملها شعبنا بعد الغد في 19 ديسمبر".
وحمّلت ما وصفتهم بـ"الانقلابيين مسؤولية تخريب النشاط السلمي الجماهيري" وقال إن ذلك يُعد "برهانا جديدا على أن انقلاب (رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح) االبرهان لا يحمل لشعبنا سوى القمع، وأن ما حدث أكد مرة أخرى على سقوط اتفاق 21 نوفمبر في كل الاختبارات، وفي استمرار العنف الممنهج من أجهزة أمن الانقلاب".
واتهمت اللجنة الإعلامية لتحالف "الحرية والتغيير " عناصر تابعة للانقلابيين وواجهات مرتبطة بهم عمدت إلى تخريب الندوة.
وقالت في بيان إن هذه العناصر قصفت الندوة بقنابل الغاز المسيل للدموع والهجوم عليها بالأسلحة البيضاء وتحطيم الكراسي ومعدات الندوة والاعتداء على أجهزة الإعلام والحضور من المواطنين.
ودعا البيان المجتمع الدولي والإقليمي إلى الإدراك أن اتفاق 21 نوفمبر لن يؤدي إلى إصلاح انقلاب 25 أكتوبر الذي أتى لإجهاض التحول المدني الديمقراطي وما منع هذه الندوة الجماهيرية إلا دليل آخر على ذلك.
وختمت بالقول إن "الانقلاب الذي لا يحتمل ندوة جماهيرية لا يمكن أن يجلب انتخابات حرة ونزيهة".
ووقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك اتفاقا مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 نوفمبر الماضي كمحاولة لتسوية أوضاع معقدة خلفها انقلاب البرهان على شركائه المدنيين في السلطة بالخامس والعشرين من أكتوبر قرر معها إقصاء قوى سياسية بعينها من دائرة الفعل التنفيذي وفتح الباب أمام قوى اخرى فيما سماها إجراءات تصحيحية.
ولاقت هذه التفاهمات معارضة واسعة في الشارع السوداني .