صحيفة اللحظة:
أعلنت الجزائر، الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها من العاصمة الرباط، بعد توتر في العلاقات بين البلدين ازداد بشكل كبير مؤخرا.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، في مؤتمر صحفي إن بلاده "ترفض الخضوع سلوكيات وأفعال من المغرب وتدينها بقوة".
وحمل العمامرة قادة المغرب مسؤولية "تعاقب الأزمات مع الجزائر".
وكانت الجزائر أعلنت، الأسبوع الماضي، "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتهمته بالتورط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد، وفق بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية.
وقال البيان وقتها إن "الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر (تطلبت) إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية"، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
وجاء القرار الجزائري بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون.
واتهم المجلس المغرب وإسرائيل بتقديم الدعم لحركة "ماك"، المطالبة باستقلال منطقة القبائل في البلاد.
وكانت الحركة دعت، الأربعاء، إلى إجراء تحقيق دولي في الحرائق التي تجتاح الجزائر، وجريمة قتل وإحراق شاب اتّهم خطأ بأنّه من مشعلي الحرائق في منطقة القبائل، نافية أي مسؤولية في الكوارث ومعتبرة أنّ هناك يدا للسلطات في ما حصل.
وقال أكسل أمزيان، الناطق باسم "حكومة القبائل المؤقتة" التي أنشأتها حركة استقلال منطقة القبائل المعروفة اختصارا بـ"ماك" لوكالة فرانس برس "نطالب بتحقيق دولي حول الشاب الذي قتل حرقا (جمال بن اسماعيل) وحول الحرائق" التي تجتاح منطقة القبائل في شمال الجزائر.
وأنشئت منظمة "ماك" التي تتخذ من باريس مقرّا، عقب "ربيع القبائل" في العام 2001، وهي منظمة غير قانونية في الجزائر التي صنفتها على أنها "إرهابية" في 18 مايو.
وكان ملك المغرب، محمد السادس، ندد في 20 أغسطس الجاري، في خطاب، مساء الجمعة، بـ"عملية عدوانية مقصودة" ضد بلاده "من طرف أعداء الوحدة الترابية"، دون أن يسميهم.
وقال إن "المغرب يتعرض، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة" من طرف "أعداء الوحدة الترابية الذين ينطلقون من مواقف متجاوزة ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا".
وأضاف أنه "يوجد قليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تُعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بالمنطقة المغاربية".
وعبّر الملك عن الأمل في "إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار"، متحدثا خصوصا عن إسبانيا وفرنسا في هذا الخطاب الذي وجهه إلى الأمة لمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب.
وكانت الرباط أعلنت قبل نحو عشرة أيام استعدادها لمساعدة جارتها "بمجرد موافقتها" على مكافحة الحرائق.
ومنذ عقود يسود التوتر العلاقات الثنائية بين الجارين بسبب دعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية في حين يعدّها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
وفي الأول من أغسطس، دعا الملك محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "تغليب منطق الحكمة" والعمل على تطوير العلاقات .