صحيفة اللحظة:
قال الناطق الرسمي باسم “الجبهة الثورية” في السودان أسامة سعيد لـ”الشرق” الثلاثاء، إن الأزمة السياسية الراهنة “لا تحل إلا بالحوار ومشاركة جميع أطراف الأزمة فيه”، معلناً انسحاب الجبهة من حوار الآلية الثلاثية بعد انسحاب المكون العسكري منه، معتبراً أن غيابه “يخل بالعملية السياسية”.
ورفض المتحدث باسم الجبهة الثورية أي مساس باتفاق جوبا للسلام، معتبراً أنه “استحقاق متفق عليه”.
وكشف سعيد لـ”الشرق”، عن جهود الجبهة الثورية لحث العسكريين على المشاركة في الحوار، مؤكداً أن “الرؤية التي طرحتها الجبهة الثورية تتطلب وجودهم لحل الأزمة السياسية الراهنة”.
وتابع: “لن نشارك في حوار يقتصر على القوى المدنية فقط، لأنه لن يثمر ولن يكون ذا فائدة في ظل غياب أحد أطراف الأزمة”.
وكانت الآلية الثلاثية المكوَّنة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة “الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا” “إيقاد”، أعلنت استئناف جلسات الحوار السوداني بعد عطلة عيد الأضحى.
وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، في 4 يوليو، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات التي تسهلها الآلية الثلاثية، مشيراً إلى أن الهدف من تلك الخطوة “إفساح المجال للقوى السودانية من الجلوس لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية”.
وأصدر البرهان في 6 يوليو مرسوماً دستورياً، بإعفاء أعضاء مجلس السيادة المدنيين، وقرر الإبقاء على أعضاء مجلس السيادة العسكريين فقط، إلى جانب 3 ممثلين عن اتفاقية “جوبا”، وهم مالك عقار، والهادي إدريس، والطاهر حجر.
لكن الشارع لم يقتنع بإعلان البرهان الذي رأى فيه مناورة لتعيين مدنيين ينفذون أوامر الجيش والاحتفاظ بمجلس أعلى للقوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع الحكومة يمكن أن تكون له اليد العليا على السياسة والاقتصاد حسبما ذكرت “فرانس برس”.
وشدد الناطق باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد، في تصريحاته لـ”الشرق”، على أن الجبهة لن تقبل المساس باستحقاقات اتفاقية جوبا للسلام والموقعة في أكتوبر 2020، معتبراً أنها “استحقاق متفق حوله، حدد هياكل الدولة والسلطات”.
وكانت مصادر سياسية سودانية أفادت لـ”الشرق” الاثنين، بوجود رفض وتذمر داخل الجبهة الثورية من موقف الحرية والتغيير (ائتلاف المعارضة الرئيسي بالسودان) الرافض لاتفاقية جوبا للسلام.
وقالت المصادر إن هناك أحزاباً داخل الجبهة الثورية تدعم “الحرية والتغيير – المجلس المركزي”، لكن الأخيرة “لا تضع اعتباراً لهذه المواقف وتطالب بإلغاء اتفاقية جوبا للسلام بشكل مباشر”.
وكشفت المصادر عن اجتماع مرتقب للمجلس الرئاسي للجبهة الثورية من أجل تحديد موقف من تحالف “قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي”.
وتتكون “الجبهة الثورية” من أربع حركات مسلحة رئيسية وقعت على اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية في مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان في أكتوبر 2020.
ومن ضمن الحركات التي تضمها الجبهة “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” بقيادة عضو مجلس السيادة مالك عقار، و”حركة العدل والمساواة”، التي يتزعمها وزير المالية جبريل إبراهيم، و”تجمع قوى تحرير السودان”، بقيادة عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، و”حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي” بقيادة الهادي إدريس.
فيما انشقت “حركة جيش تحرير السودان”، بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن هذه المجموعة وأسست “جبهة ثورية” أخرى مع بعض الحركات المسلحة المنشقة.