أكد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان الذي انطلقت أعماله اليوم بباريس يعتبر فرصة لأن ينفذ السودان من خلال بوابته للمجتمع الدولي وأن تعود له ريادته وقيادته في الإقليم وإنعاش اقتصاده جاء ذلك خلال مقابلة مع تلفزيون -24 الفرنسي اليوم الإثنين.
وقال البرهان أن الجميع في السودان توافق على أهداف الثورة والوصول بالمرحلة الانتقالية لمبتغاها للتحول الديمقراطي، وأضاف “بذلك ننال شرف الانتقال ببلادنا الى فضاءات الحرية والديمقراطية والوصول لانتخابات الكل يجد نفسه فيها.”
وأوضح البرهان أن الوثيقة الدستورية وثيقة أساسية تحكم الفترة الانتقالية وأضاف أنه تم الآن الوصول لاتفاقية سلام جوبا وليس لها ارتباط بالتمديد، ولكن من ضرورات الانتقال إيجاد الصيغ المناسبة لنقل السودان وسيتم التوافق عليها. وأكد السعي الحثيث لقيام البرلمان، مشيرا إلى التفاهمات التي تمت مع قوى الثورة لتشكيلة في القريب العاجل.
*الشكر للرئيس الفرنسي*
وتقدم البرهان بالشكر للرئيس الفرنسي لقيادته هذه المبادرة بإقامة هذا المؤتمر التي قال إنها ستقود السودان لحل قضاياه الاقتصادية، مشيرا إلى عزلته لفترة طويلة وأوضح أن هذا المؤتمر يعتبر خطوة مهمة في أن يطرق السودان أبواب المستقبل. واشار البرهان الى أن ديون السودان تبلغ حوالي ٦٠ مليار دولار وأن أصل الديون قليل وجزء كبير منها فوائد، مضيفاً أن المنظمات قدمت مساعدات قيمة.
*علاقات السودان وإثيوبيا*
حول علاقات السودان بأثيوبيا قال البرهان “علاقتنا مع إثيوبيا تحتم التوصل لاتفاق مرض وقانوني وليس لدينا رغبة في حدوث صدام وتصعيد مع الجارة اثيوبيا ولكن حقنا في السيادة على اراضينا لن يقف أمامه أي عائق”.
استبعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان لجوء السودان لسيناريو الحرب مع إثيوبيا، مؤكداً سعي السودان لنيل حقوقه من خلال التفاوض والتراضي مع جيرانه وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، مبينا أنه لابد من اتفاق يحفظ حق الأجيال القادمة في المياه.
وحول المبادرة الإماراتية لحل مشكلة سد النهضة قال “بالنسبة لنا نسعى ان تكون كل المبادرات متكاملة وتحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وأضاف نؤمن بالحل الأفريقي ونثق في قدرة الاتحاد الأفريقي”، لكنه طالب بوجود ضمانات تعزز الحل الأفريقي.
أعرب البرهان عن ثقة الخرطوم في الاتحاد الأفريقي كوسيط في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.
لكنه عاد وطالب بإشراك “قوى إضافية تعزز الحل الإفريقي”.
وسبق أن طالب السودان بتوسعة مظلة التفاوض لتشمل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة.
*أحداث فض الاعتصام*
وحول أحداث ذكرى فض الاعتصام قال البرهان إن التحقيقات ستثبت المتورط وسيتم عقابه وإن الذين تم توقيفهم هم في أيدي النيابة العامة وباشرت التحقيق معهم. وأضاف إننا نريد التأسيس لدولة العدالة والقانون وليس هناك كبير عليه. وشدد البرهان على أنه لا كبير على القانون في سودان ما بعد الإطاحة بالبشير.
ورداً على أحاديثه السابقة عن عدم تسليم سودانيين ليحاكموا خارج التراب السودان، قال إن ذلك ليس موقفه الشخصي، وإنما موقف مؤسسات الدولة.
وتقود المحكمة الجنائية الدولية مساع حثيثة لأجل تسليم البشير ويقيه المطلوبين لقضاة لاهاي.
وأفاد البرهان بأن محاكمة رموز النظام السابق ستتم في حالة عجز الأجهزة العدلية المحلية عن الانتصاف للضحايا. وأعرب عن ثقته في مؤسسات العدالة المحلية، في إحقاق العدالة، وردع المجرمين.
*القضية الفلسطينية*
وحول القضية الفلسطينية أكد البرهان ضرورة قيام الحل المبني على الدولتين والقرارات الشرعية بين فلسطين وإسرائيل، وعبر عن أسفه لما يحدث في غزة في حق المدنيين العزل، مشيرا الى أن التطبيع مع اسرائيل ليس له علاقة بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم وأن قضية التطبيع تحكمها مؤسسات الدولة.
ونفى أن تكون الدبلوماسية السودانية في حرج جراء شروعها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال “التطبيع ليس له علاقة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”. وأضاف: “التطبيع هو تصالح مع المجتمع الدولي ومن ضمنه اسرائيل”.
تجدر الإشارة إلى أن السودان وقع على وإسرائيل على اتفاق سلام تاريخي نهايات العام الماضي، بعد سنوات طويلة من القطيعة.
*علاقات السودان بأمريكا*
وحول العلاقة مع أمريكا أكد أنه من الطبيعي بعد التغيير ان ينفتح السودان على العالم فالتغيير يحتم على العالم أن ينظر له نظرة إيجابية.