صحيفة اللحظة:
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، لقناتي “العربية” و”الحدث”، السبت، أن “كل المطارات تحت سيطرة الجيش ما عدا مطاري الخرطوم ونيالا”.
وقال البرهان: “أنا موجود حاليا في مركز القيادة ولن أتركه إلا على نعش”.
وأوضح البرهان أن “الأوضاع المعيشية في تدهور، ونشاطر المجتمع الدولي قلقه تجاه الرعايا الأجانب”.
وأعلن البرهان، في وقت سابق اليوم السبت، أنه سيتم تقديم المساعدة اللازمة لإجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية للدول من السودان خلال الساعات القادمة، على خلفية الاشتباكات الدامية التي تعصف بالبلاد منذ السبت الماضي.
البرهان: قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات
واتهم قائد الجيش السوداني، قوات الدعم السريع “بالتعدي على البعثات الدبلوماسية دون مراعاة للقانون الدولي”.
وأشار إلى أن “مجموعات الدعم السريع منتشرة داخل الأحياء السكنية، وتتخذ المدنيين دروعا بشرية”.
وقال البرهان إن “مجموعات الدعم السريع أخلت المستشفيات وحولتها لمرتكزات عسكرية”، و”اعتدت على محال تجارية وبنوك ومؤسسات حكومية”.
واليوم السبت، دخل النزاع في السودان يومه الثامن، حيث تُسمع بين الحين والآخر اشتباكات متقطعة، رغم اتفاق لوقف إطلاق النار خلال العيد بين قوات الجيش والدعم السريع. وسُمع دوي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم بعد ساعات من الهدوء، فيما أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بسماع دوي المدفعية في أم درمان مع ثاني أيام عيد الفطر، وسقوط 6 قتلى بقذيفة في منطقة المنصورة بأم درمان.
واعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني أن “قوات الدعم السريع هي من بدأت بالاعتداء، واتخذنا موقفا دفاعيا”، مؤكدا أن “الجيش هو قوات سودانية وطنية خالصة وليس خاضعا لأي شخص”.
وحول توقعه لتوقيت انتهاء هذا النزاع، رد البرهان بأنه “لا أحد يمكنه التكهن متى وكيف ستنتهي الحرب”، مضيفا أن “الحرب داخل المدن تطيل أمد المواجهة، وأنه يجب إخراج المسلحين من المناطق السكنية لإنهاء الحرب”.
وأفاد البرهان أن “مجموعة من الدعم السريع اقتحمت سجن الهدى وقتلت حراسه”.
وتصدر سجن “الهُدى” واجهة الأحداث المُثيرة بالسودان، بعد اتهام الجيش السوداني لقوات الدعم السريع بالإغارة على السجن لتحرير السُجناء عنوة تحت تهديد السلاح. بدوره سارعت قوات الدعم السريع لتبرئة ساحتها ونفي الاتهام. إلا أن البعض رسم سيناريو مُغايرا، مفاده أن أحداث سجن “الهُدى”، ما هي إلا مقدمة لتهيئة المسرح لاقتحام سجن “كوبر” العتيد بالخرطوم بحري، بهدف إطلاق سراح قادة التنظيمات الإسلاموية وعلى رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير ونائباه علي عثمان وبكري حسن صالح.
ونفى قائد الجيش تصريحات قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن علاقته بالنظام السابق، وقال إنها تصريحات “كاذبة”.
وعن موقع تواجد حميدتي، رد البرهان: “لا أحد يعرف أين حميدتي حتى قواته”.
ونفى البرهان استهداف الجيش السوداني لأي شخصيات رسمية “كما تفعل مجموعات الدعم السريع”، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن “مزاعم حميدتي يراد بها الفتنة والوقيعة مع الجيران”.
وعن تلقي مجموعات الدعم السريع لمعونات خارجية، ذكر البرهان أنه “لا تأكيد حتى الآن على دعم مجموعة “فاغنر” (الروسية) للدعم السريع”.
وأعرب البرهان عن تصميمه على “دمج قوات الدعم السريع في الجيش” باعتبار أن قضية الدمج هي التي أشعلت النزاع.
البرهان: حفتر هاتفني وأكد أنه لا يدعم حميدتي
وكشف البرهان أن قائد الجيش الليبي خليف حفتر “اتصل بي، وأكد أن دعمه للطرف الآخر (قوات الدعم السريع) لا صحة له”.
وعن دول الجوار، ذكر البرهان أن “التنسيق مع تشاد إيجابي ومستمر لضبط أي مسلح تابع للدعم السريع”.
وشدد قائد الجيش السوداني على أنه يقوم بواجبه، و”مستعد لتحمل المسؤولية كاملة”.
وواصل: “نسعى إلى عدم التصعيد والحفاظ على مكتسبات الدولة السودانية”.
ولمّح إلى أن “النزاع الراهن جزء منه يرجع لأسباب سياسية، ونسعى إلى تنفيذ الانتقال السياسي لحكومة مدنية”.
واختتم رئيس مجلس السيادة بأن “الخاسر الأكبر في الحرب هو الشعب السوداني، وندعو لحوار داخلي لحل الأزمة”.
وبعث البرهان برسالة إلى الشعب السوداني قائلا: “الحرب فُرضت على قواتكم المسلحة، ونطالبكم بالصبر”.