صحيفة اللحظة:
تفاقمت عمليات السلب والنهب في أحياء العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور، وذلك بعد ستة أسابيع من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ نشطت عصابات تخصصت في سرقة المواد الغذائية والأثاث المنزلي، وصولاً إلى الأموال والمشغولات الذهبية والسيارات.
ووفقاً لما رصدته “الشرق”، بناء على روايات سكان محليين، فإن مناطق شمال الخرطوم، بالتحديد مدينة بحري، تعتبر أكثر المدن التي تعرضت لعمليات السلب في أحيائها المختلفة. ووجه أهاليها اتهامات متكررة لقوات الدعم السريع بارتكاب هذه الوقائع، لكن القوات المذكورة تنفي ذلك وتتهم طرفاً ثالثاً بارتداء زيها العسكري بـ”إيعاز من الجيش”.
أبرز المناطق:
ومع استمرار موجة النزوح إلى خارج الخرطوم تطورت عمليات السلب، وأصبحت أكثر تنظيماً، إذ انتقلت من مجرد سرقة الأثاث المنزلي وما خف وزنه من قبل عصابات تحمل الأسلحة البيضاء، إلى نهب السيارات والأموال والذهب على يد من يحملون أسلحة نارية.
وتأتي أحياء شرق الخرطوم، مثل الرياض والطائف والمعمورة والعمارات، في مقدمة المناطق التي تعرضت ولا تزال تتعرض للنهب. ولم تسلم المحال التجارية والبنوك وحتى سفارات الدول العربية والأجنبية في شمال الخرطوم وشرقها من عمليات السلب والنهب.
ووفقاً للجيش، فإن منطقة وسط الخرطوم، التي تعتبر تجارية وخدماتية بامتياز، كونها تحتوي على مقار حكومية وبعض السفارات، تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع التي تحتل وزارتي الداخلية والمالية وديوان الحكم الاتحادي والفنادق على شارع النيل.
سرقة الأسواق والسيارات
وأثارت سرقة الأسواق وحرقها موجة غضب شعبية، تضاف إلى غضب الناس من سرقة ممتلكاتهم، إذ طالت العمليات الإجرامية أسواق “أم درمان” و”سعد القشرة” و”السوق المركزي” بمدينة بحري، و”السوق الشعبي” بالخرطوم، بالإضافة إلى أجزاء من السوق الشعبي في أم درمان.
وقال شهود لـ”الشرق” إن عمليات سرقة سيارات الدفع الرباعي تزايدت بصورة كبيرة في الخرطوم ومعظم الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرين إلى أنه تتم مطالبتهم بمبلغ من المال نظير إعادتها.
“أصابنا اليأس”
ووثقت كاميرا “الشرق” مقابلات مع مواطنين تعرضوا للسلب، بينما لم يتسنَّ التأكد من صحة اتهام بعضهم قوات الدعم السريع بتنفيذ تلك العمليات، فيما رفض آخرون الحديث، خشية استهداف بيوتهم وأسرهم مرة أخرى، على حد قولهم.
وفي هذا الصدد، قال محمد طه لـ “الشرق”: “أقطن حي شمبات مربع 18، بالقرب من مستشفى البراحة، وعندما حدثت اشتباكات في الحي خرج معظم الأهالي، فقررنا المغادرة معهم وتوجهنا إلى مدينة شندي، لكننا فوجئنا بعد 10 أيام بأن قوات الدعم السريع فتحت منزلنا”. وأضاف: “لقد فقدنا سيارة وحتى الآن لا نستطيع الوصول إليها، وعلمنا أنها في السوق المركزي، ولكننا عاجزين عن الحصول عليها”.
بدوره، قال عامر كمال الدين: “كنا ننتظر انتهاء الحرب سريعاً لكنها طالت”. وزاد: “أصابنا اليأس وقررنا مغادرة منازلنا، لكننا فوجئنا بمجيء قوة من الدعم السريع تحقق معنا وتتهمنا بالانتماء للجيش، وطلبوا إخراج الأسلحة.. قلنا لهم إننا نعمل على حراسة بيوتنا، لذلك حطموا أثاث المنزل وطلبوا منا مفتاح السيارة. خشينا عودتهم مجدداً فحملنا متاعنا وجئنا إلى بورتسودان”