صحيفة اللحظة:
علّقت قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأحد، قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، منح إسرائيل صفة مراقب، وشكلت لجنة من 7 رؤساء دول لتقديم توصية للاتحاد بشأن هذه المسألة، وهو ما رحبت به جامعة الدول العربية.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الجزائر نجاحها بعد تحركات دبلوماسية حثيثة، في إدراج قرار، فكي، بمنح صفة مراقب لإسرائيل لدى الاتحاد الإفريقي، ضمن جدول أعمال المجلس التنفيذي المقبل للاتحاد.
وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن حوالي 25 دولة إفريقية أبدت رفضها لضم إسرائيل إلى الاتحاد، موضحة أن الجزائر وجنوب إفريقيا تمسكتا بقرار رفض عضوية إسرائيل، وقادتا جبهة الرفض داخل القمة الإفريقية الخامسة والثلاثين.
وينص القرار الذي أوردته "وكالة الأنباء الجزائرية" (واج)، وتم تبنيه بالإجماع من قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، على تعليق القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي في 22 يوليو الماضي بمنح إسرائيل صفة "مراقب في الاتحاد الإفريقي".
وقال أحد الدبلوماسيين لوكالة "فرانس برس": "تم تعليق مسألة إسرائيل في الوقت الحالي وسيتم بدلاً من ذلك تشكيل لجنة لدراسة القضية".
وشكلت المفوضية لجنة من 7 رؤساء دول من بينهم الجزائر، لتقديم توصية لقمة الاتحاد بشأن قرار منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة التي تتكون من 55 دولة.
وستضم اللجنة كلاً من الرئيس السنغالي ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون, ورؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورواندا بول كاجامي، ونيجيريا محمد بوهاري، والكاميرون بول بيا، إلى جانب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي.
وسيأخذ الرئيس ماكي سال زمام مبادرة إطلاق عمل هذه اللجنة، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
والسبت، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الاتحاد الإفريقي إلى سحب صفة المراقب من إسرائيل، في خطاب ألقاه خلال القمة.
وقال: "ندعو إلى سحب صفة إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الإفريقي والاعتراض عليه"، واصفاً منحها لإسرائيل بأنه "مكافأة غير مستحقة" للانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.
وأشارت الخارجية الجزائرية في أغسطس الماضي، إلى أن سفارتها في أديس أبابا، حيث مقر الاتحاد الإفريقي، وجهت مذكرة إلى مفوضية السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، وقعتها سفارات "مصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا"، أكدت فيها اعتراضها على قبول عضوية إسرائيل كمراقب في الاتحاد الإفريقي.
وأوضحت الخارجية الجزائرية، أن فكي اتخذ القرار من دون مشاورات موسعة مسبقة مع جميع الدول الأعضاء، مؤكدة أنه "لا يحمل أي صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد، وقراره يتعارض تماماً مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي".
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بقرار التجميد، وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، إن قرار تجميد عضوية إسرائيل "خطوة تصحيحية تأتي اتساقاً مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري، وكان لزاماً أن يتم اتخاذ هذا القرار الحكيم انطلاقاً من عدم مكافأة إسرائيل على ممارساتها غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني".
وكان مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، أدان في 9 سبتمبر 2021، بالإجماع قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي باستلام أوراق اعتماد سفير إسرائيل لدى إثيوبيا كمراقب لدى الاتحاد.