صحيفة اللحظة:
أعربت نائب الأمين العام للأمم المتحدة، عن أسفها اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي لوغانسك دونيتسك، وقالت إن خطر اندلاع صراع واسع النطاق في أوكرانيا كبيرة، ويجب منع نشوبه بأي ثمن.
وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوماً تعترف بموجبه موسكو باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تصعد النزاع مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.
وقال بوتين إنه واثق من أن المواطنين الروس يؤيدون هذا القرار، متجاهلاً التحذيرات الغربية بأن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وستقضي على مفاوضات السلام.
وعلى الرغم من أن موسكو كانت تدعم الانفصاليين في لوهانسك ودونيتسك بالأسلحة بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي منذ إعلان الإقليمين استقلالهما عن أوكرانيا من جانب واحد عام 2014، فإن قرار الاعتراف يعتبر خطوة كبيرة من جانب روسيا من شأنها أن تعقد الأزمة وربما تمهد لمواجهة عسكرية مع كييف.
بتوقيع بوتين على مرسوم الاعتراف، أصبحت روسيا لأول مرة لا تعتبر إقليمي لوغانسك ودونيتسك جزءً من الأراضي الأوكرانية.
وبحسب رويترز، فإن هذا الأمر من شأنه أن يمهد الطريق لروسيا من أجل إبرام اتفاقات تعاون عسكري معهما بشكل مستقل عن أوكرانيا، يتيح لموسكو إرسال جيشها إلى أراضي الإقليمين.
كما سيمكن لروسيا تبرير تحريك قواتها إلى الإقليمين بذريعة حماية مواطنيها، بعدما منحت مئات آلاف السكان هناك جوازات سفر روسية في السنوات الماضية.
والاثنين، أمر فلاديمير بوتين، بنشر قوات حفظ سلام في دونيتسك ولوهانسك، كما أعلن توقيع اتفاقات تعاون وصداقة مع المنطقتين الانفصاليتين.
وسيكون بالتالي على أوكرانيا إما القبول بخسارة جزء كبير من أراضيها أو الدخول في نزاع مسلّح مع جارتها الأقوى بكثير.
وسبق لروسيا أن استخدمت سيناريو مشابهاً، يصل إلى حد التطابق، في التعامل مع الأزمة الجورجية في أغسطس 2008، حين وقع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف على مرسوم، أعلن بمقتضاه اعتراف روسيا بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، اللتين أعلنتا الانفصال عن جورجيا.
ومن المرتقب أن تواجه موسكو عقب هذا القرار عقوبات وإدانات دولية لتخليها عن عملية مينسك بعد أن أكدت طويلاً أنها ملتزمة بها. كما سيجعل هذا الاعتراف روسيا مسؤولة إلى أجل غير مسمى عن المنطقتين، اللتين دمرتهما ثماني سنوات من الحرب وتحتاجان إلى دعم اقتصادي هائل، بحسب "رويترز".
وأعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوقع قراراً بفرض عقوبات على أي شخصيات تستثمر في دونيتسك ولوهانسك التي تم الاعتراف بهما من قبل روسيا كجمهوريتين مستقلتين.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن "قرار روسيا كان متوقعاً وجاهزون للرد"، لافتاً إلى أنه سيتم الإعلان عن إجراءات إضافية تتعلق بانتهاك روسيا للالتزامات الدولية.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين، إن روسيا انتهكت المواثيق الأممية بشأن أوكرانيا، وتجاهلت بشكل "صارخ" اتفاقيات مينسك، بعد اعترافها بانفصال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا. من جهته، أفاد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن دعم بلاده لأوكرانيا "لا يتزعزع".
كما تعهد الاتحاد الأوروبي إنه سيردّ بـ"حزم" وبشكل موحد على اعتراف روسيا بالانفصاليين. وتزامناً مع ذلك، طالبت لاتفيا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا "فوراً".
وقبل صدور قرار الاعتراف، أكّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين أنّ التكتل سيفرض عقوبات على روسيا في حال اعترفت بالانفصاليين.