صحيفة اللحظة:
لليوم الثالث على التوالي، تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة كتم شمال دارفور غرب السودان، وامتدت الاشتباكات لتصل إلى منطقة كفوت ثاني أكبر مدينة بالمنطقة.
ونشرت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، مقطعاً مصوراً قالت فيه إنها سيطرت على حامية اللواء 22 في كتم، وأظهر المقطع أسر جنود من الجيش السوداني.
ونزح إثر المعارك في كتم 150 ألف شخص من معسكر كساب للنازحين باتجاه القرى المجاورة، إضافة لمقتل 54 وإصابة آخرين، بحسب تقديرات أولية.
وكان مني أركو مناوي، حاكم الإقليم، قد أعلن أمس أن المنطقة باتت منكوبة مع استمرار أعمال “النهب والقتل”.
وقال في تغريده على حسابه في تويتر، الأحد، إن مدينة كتم في الإقليم تشهد انتهاكات فظيعة مماثلة لما حدث في مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور.
الجيش السوداني ينفي سيطرة الدعم السريع:
فيما أكد الجيش السوداني أمس أنه لا صحة لما تردد عن سقوط مدينة كتم في أيدي عناصر الدعم السريع.
ويزخر إقليم دارفور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.
وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية.