صحيفة اللحظة:
استمر القتال في العاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، لليوم الرابع على التوالي منذ انتهاء آخر هدنة، يوم الأحد الماضي، والتي كانت لمدة يوم واحد، التزم خلالها الطرفان بوقف إطلاق النار، والانسحاب من المنشآت الخدمية، بحسب تقرير لجنة المراقبة.
و أفاد عثمان الجندي، مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” من مدينة أم درمان، بمقتل عدد من الضباط والجنود في هجوم للدعم السريع بمسيرة على رئاسة سلاح المدرعات بالعاصمة الخرطوم.
وأضاف “الجندي” في رسالة على الهواء، فجر اليوم الأربعاء، أن القوات المسلحة السودانية نجحت في إسقاط المسيرة التي هاجمت رئاسة سلاح المدرعات بالخرطوم.
وذكر مراسل “القاهرة الإخبارية” أن سلاح المدرعات يقع في أكبر منطقة عسكرية، ومن المراكز الاستراتيجية التي تسعى الدعم السريع لمحاولة السيطرة عليه، غير أن المنطقة التي يقع بها سلاح المدرعات بها تحصينات عسكرية، ومن الصعوبة أن تجتاحها الدعم السريع أو تستولى عليها.
وكشف أن الهجوم يظهر تطورًا في أسلوب هجوم الدعم السريع بمسيرة، مشيرًا إلى أنه بحسب مصادر عسكرية فإن الدعم السريع يمتلك 3 مسيرات نجح الجيش السوادني في إسقاط اثنين منها ليتبقى لهم مسيرة واحدة.
واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش السوداني والدعم السريع، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات؛ لحقن دماء الشعب.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ”إرم نيوز”، فإن مناطق قريبة من مقر مدرعات الجيش في الخرطوم، شهدت، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما شهدت مناطق “جنوب الحزام” قصفًا مدفعيًا وجويًا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين.
وقالت غرفة طوارئ جنوب الحزام، في بيان إن “منطقة حي النهضة (الإنقاذ) تعرضت، عصر الثلاثاء، لقصف جوي راح ضحيته 4 من المدنيين وعشرات الجرحى، كما دمر أحد المنازل كليًا”.
وبعد نحو شهرين من الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، وصل السودان إلى مرحلة قريبة من “الانهيار”، بعد أن دمرت العديد من المنشآت الحيوية، والبنية التحتية في العاصمة الخرطوم.
ويوجد في الوقت الراهن نحو 10ملايين شخص، محاصرين في منازلهم يواجهون الموت جوعًا، بعد أن تعطلت مصادر دخلهم، وعرقلت أطراف القتال وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
أفاد مراسل الجزيرة باستخدام أسلحة ثقيلة في اشتباكات قرب المنطقة الصناعية، وحيي الرميلة والحلة الجديدة غرب الخرطوم.
كما سمع دوي انفجارات في أم درمان وشوهد تصاعد لأعمدة الدخان، وتحليق للطائرات الحربية في سماء مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وأكد المراسل سقوط قذائف مدفعية على مبان بحي الجريف، قرب شارع الستين شرقي الخرطوم.
كما قال والي شمال دارفور غربي السودان نمر عبد الرحمن إن محلية كتم أصبحت منطقة كوارث إنسانية وفي حاجة لمساعدات عاجلة.
ودعا الوالي المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، مشيرا إلى أن كُتم شهدت مواجهات مسلحة تسببت في نهب المرافق الحكومية والمؤسسات الطوعية.
وشهدت الخرطوم، صباح الثلاثاء، قصفاً مدفعيا ً لأجزاء من بحري والخرطوم بمنطقة مع تحليق لطيران سلاح الجو السوداني في سماء العاصمة الخرطوم. فيما هدأت حدة المعارك في أمدرمان.
وقال الصحفي صالح محمد عبد الله رئيس تحرير صحيفة الضواحي الإلكترونية لراديو دبنقا إنه سمع إطلاق نار ودوي إنفجارات بمنطقة الحلفايا مع تحليق للطيران وأصوات المضادات الأرضية وأصوات إنفجارات بمنطقة جنوب الخرطوم.
واكد ان القوات المسلحة السودانية قصفت بالمدفعية من منطقة وادي سيدنا بأمدرمان على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في الكلاكلة وشارع الغابة والشجرة بالخرطوم ومناطق الحلفايا ومزارع شمبات بصورة مُكثفة واستمر دوي حتى الرابعة مساء.
وأبلغ سكان بجنوب العاصمة، بأن القصف المدفعي وسقوط القذائف على الأحياء استمر حتى وقت متأخر من مساء الاثنين، وقال أيوب جمعة: “على الرغم من توقف القتال صباح الثلاثاء، إلا أن الطيران الحربي ما زال يحلق في سماء العاصمة، ما يعني أن هناك نية لاستمرار القتال”.
وأضاف: “لم يتوقف تساقط الدانات والقذائف على أحياء جنوب الخرطوم منذ يومين، مساء الاثنين، سقطت دانة في منزل أحد الجيران تسببت في إصابة 3 أشخاص من الأسرة”.
وأشار جمعة إلى أن الأسرة وجدت صعوبة في الوصول إلى مستشفى بشائر، وهو المستشفى الوحيد الذي يعمل بمنطقة جنوب الخرطوم، بسبب استمرار القتال وانتشار القوات العسكرية في الطرق الرئيسية والأزقة في الأحياء.
وتابع: “كانت الدماء تغطي المكان، ولم نستطع فعل شيء. هذا إحساس صعب للغاية”.
وأبلغ سكان في مدينة أم درمان، بسماع دوي طلقات مدافع متقطع شمال المدينة، صباح الثلاثاء، مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وقالت ماريا حامد، التي تسكن شمال المدينة، إن الأوضاع هدأت في الصباح، لكن الناس “تسمع دوي مدافع من وقت لآخر. كانت الاشتباكات بالأمس في الشوارع المحيطة بنا، تساقطت فوارغ الرصاص في فناء منزلنا وفي شوارع الحي، واضطررنا للاختباء تحت الأسّرة”.
وأشارت إلى أن الاشتباكات أدت إلى اندلاع حريق في إحدى الصيدليات الكبرى التي تعمل بانتظام منذ بداية الصراع، كما أن معظم المحال التجارية والمخابز بالمنطقة لم تتمكن من فتح أبوابها نتيجة للرعب.
ويعاني المدنيون ظروفاً معيشية صعبة بعد أن تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء والمياه ساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.