صحيفة اللحظة:
من الناحية العسكرية لم يكن أمام قوات الدعم السريع سوى اللجوء إلى احتلال منازل المواطنين في العاصمة الخرطوم منذ بدء القتال في منتصف نيسان/أبريل الماضي، بعد أن قصف الطيران الحربي معسكراتها التي تحيط بالولاية من جميع الاتجاهات تقريبًا.
وفي المقابل ومن الناحية السياسية، خسرت قوات الدعم السريع السند الشعبي جراء إقدامها على احتلال منازل السكان في الخرطوم رغم نفيها المتكرر لعمليات اقتحام المنازل واحتلالها.
وتحدث صلاح مختار وهو أحد مواطني حي “الكلاكلة” جنوب الخرطوم إلى “الترا سودان”، قائلًا إن قوة من الدعم السريع تحتل منزله منذ (10) أيام، بينما يستقر هو مع عائلته شمالي السودان منذ شهرين.
وركز الجيش السوداني –في تكتيكاته الحربية– على تحصين قواعده العسكرية في العاصمة الخرطوم، ولكن مع تزايد الانتقادات حيال سيطرة الدعم السريع على الأحياء السكنية – اضطر إلى تشكيل قوات العمل الخاص لسد النقص في القوات البرية (المشاة) وتنفيذ عمليات نوعية بغرض تقليص المساحات التي تحتلها قوات الدعم السريع وإخلاء الأحياء والمرافق العامة من المظاهر العسكرية – بحسب الخبير العسكري محمد السماني.
ويضيف الخبير العسكري محمد السماني في حديث إلى “الترا سودان” أن التفاوض في جدة يتركز على قضية احتلال الدعم السريع للعديد من المنازل والمرافق الحكومية والعامة، مثل صالات الأفراح والأندية الرياضية.
وبحسب السماني، تريد قوات الدعم السريع أن تغادر الأعيان المدنية (المنازل والمرافق العامة) بناءً على “رقابة دولية فعالة” تتمخض عن مفاوضات جدة جنبًا إلى جنب مع اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع توقيعه خلال هذا الشهر.
ويقول السماني إن قوات الدعم السريع خسرت السند الشعبي بسبب إقدامها على احتلال المنازل وتعرض العديد منها للنهب، مشيرًا إلى أن تكوين لجنة الانتهاكات بواسطة قائد الدعم السريع “تحصيل حاصل”، لافتًا إلى أنها لم تتمكن من القضاء على المظاهر العسكرية في الأحياء، بل لم تتمكن اللجنة من إخلاء المنازل المحتلة – يضيف السماني.
وفي المفاوضات التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية نهاية الشهر الماضي، فشل الجيش والدعم السريع في الاتفاق على إخلاء المرافق المدنية والمنازل والمرافق الحكومية من قوات الدعم السريع، وتمسك كل طرف بشروطه.
ومن بين نقاط الخلاف بين الجيش والدعم السريع تمسك قوات الدعم السريع بعدم إخلاء المناطق العسكرية التي سيطرت عليها مثل “اليرموك” و”الاحتياطي المركزي” في الخرطوم بحسب الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس.
وأبان عباس في حديثه إلى “الترا سودان” أن هناك مقترحًا دوليًا بتشكيل آلية رقابة على الأرض بمشاركة بعض الدول ولا سيما باكستان، مرجحًا أن يأخذ الميسرون السعوديون والأمريكيون هذا المقترح بعين الاعتبار.
ويؤكد عباس أن قوات الدعم السريع تستخدم الأحياء السكنية منذ أيار/مايو الماضي لشن هجمات على الوحدات العسكرية للجيش، مثل “وادي سيدنا” وسلاح “المهندسين” و”المدرعات”، لافتًا إلى أن هذه الوحدات العسكرية محاطة بالأحياء السكنية. ويقول إن قوات الدعم السريع تورطت في تهجير آلاف المدنيين من المنازل قسرًا، أن السيطرة على الوحدات العسكرية للجيش انطلاقًا من هذه الأحياء مقدم بالنسبة إليها على كل شيء باعتبار أن من يسيطر ميدانيًا ستكون له اليد العليا في التفاوض – على حد قوله.
ويرى عباس أن شن الهجمات العسكرية من المنازل “إحراج بالغ وإدانة للدعم السريع” ولن تنتهي مع تقدم الزمن، ولذلك فإن الجنرال حميدتي الطامح سياسيًا يحتاج إلى معجزة لكسب ود السكان المتضررين – بحسب تعبيره.