صحيفة اللحظة:
نظم المئات موكبا الثلاثاء بالخرطوم خطط للوصول للقصر الرئاسي للتنديد بالانتهاكات الجنسية التي يرتكبها عناصر القوات النظامية لكن قوات الأمن تصدت للمتظاهرين وفرقتهم بإطلاق قنابل الغاز المدمع.
والاثنين، قالت تقارير حقوقية إن عددا من الجنود اغتصبوا فتاة من جنوب السودان تُدرس في جامعة بالعاصمة السودانية الخرطوم، أثناء مرور سيارة مواصلات عامة تقلها بالقرب من ارتكاز أمني .
وأدى التصرف إلى غضب شعبي واسع ، مما دعا لجان المقاومة إلى تنظيم احتجاجات، الثلاثاء، أُطلق عليها “ما بكسروك” للتنديد بالجرائم الجنسية التي ترتكبها القوات النظامية.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالجريمة واعتبروا تكرار ممارسة العنف الجنسي يرمي للحد من مشاركة الفتيات الفاعلة في الاحتجاجات المناوئة للحكم العسكري، حيث كتب على احدى اللافتات “إن الحروب لا تخاض في أجساد النساء”.
وردد المحتجون شعارات تُطالب بالحكم المدني وتستهجن الحكم العسكري مع المطالبة بعودة قادة الجيش إلى ثكناتهم وحل ما أسموه “الجنجويد” في إشارة إلى قوات الدعم السريع..
وقال مراسل لرويترز إن المحتجين في العاصمة واجهوا يوم الثلاثاء إطلاقا كثيفا للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لدى توجههم صوب قصر الرئاسة.
وكان من بينهم كثير من الشابات والفتيات، حمل بعضهن لافتات كتب عليها “ما بكسروك” و“ما بيكسرونا”.
وقالت معلمة تدعى أميرة صالح (38 عاما) “ما حدث بالأمس من اغتصاب لفتاة يمثل اضطهادا، ليس للمرأة وحدها ولكن لكل الشعب السوداني وسنواصل في الشارع حتى تتحقق مطالب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية”.
وقالت سليمة إسحق التي ترأس وحدة مكافحة العنف ضد المرأة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية إن الشابة (19 عاما) من جنوب السودان، والتي لم تكن من المحتجين، كانت تستقل حافلة عامة عندما أطلقت قوات الأمن المتمركزة قرب مسار المظاهرة الغاز المسيل للدموع مما دفع الركاب للنزول من الحافلة.
وأضافت لرويترز أن اثنين من أفراد الأمن اغتصبا المرأة بعد ذلك، في حين هاجمها آخرون. وذكرت أن الشرطة تحقق في الواقعة.وقال شهود عيان لرويترز إنهم رأوا القوات من مبان قريبة وهي تهاجم المرأة.ولم ترد الشرطة على طلب التعليق.
وفي ديسمبر كانون الأول قالت الأمم المتحدة إنها تلقت 13 بلاغا عن عمليات اغتصاب واغتصاب جماعي في أعقاب تفريق اعتصام يوم 19 ديسمبر كانون الأول في وسط الخرطوم.
وجاءت هذه الواقعة بعد أن انتقدت الأمم المتحدة وعدة دول حملات قوات الأمن التي أودت بحياة 87 شخصا على الأقل منذ أكتوبر تشرين الأول. وأصيب 133 شخصا على الأقل في احتجاجات أمس الاثنين منهم 35 أصيبوا بطلقات الخرطوش.
وفي أماكن أخرى، اندلعت احتجاجات طلابية لليوم الثاني على التوالي في مدينتي عطبرة ونيالا، بينما نزل محتجون إلى شوارع بورتسودان أثناء زيارة وفد حكومي إلى المدينة، وفق ما أظهرته صور على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتسن التحقق منها.