كشفت أوساط عسكرية رفيعة في تل أبيب عن أن «التدريبات الضخمة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي (الأحد) وتعدّ كبرى المناورات في تاريخه، شهدت تغييرات عديدة في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية مع الساحة الفلسطينية». وقالت إن هذه التغييرات تؤكد أن الجيش ينظر إلى هبّة القدس على أنها علامة خطيرة. ولذلك؛ اقترح على الحكومة أن تعمل بكل ما في وسعها لتخفيف التوتر.
وكان الجيش قد أطلق التدريبات الجديدة المقررة منذ نحو السنة، لتحاكي هجمات صاروخية تغمر إسرائيل طيلة شهر كامل من جبهات عدة في الشمال والجنوب في آن واحد. وأطلق عليها اسم «شهر الحرب». ومع أنه كان قد خطط لإدخال الضفة الغربية في هذه التدريبات، إلا إنه لم يتوقع أن يتحول الخيال إلى واقع وتنشب فعلاً أحداث كبيرة في القدس تمتد إلى الضفة الغربية والبلدات العربية في إسرائيل. ولهذا قرر إحداث تغييرات في المخطط المسبق.
واوضحت مصادر عسكرية أن هذه المناورات يتم فيها التدرب على سيناريوهات حقيقية بغية رفع الجهوزية واستعداد الجيش للحرب وستشارك فيها قوات نظامية واحتياط من كافة القيادات والألوية كما ستشارك عدة جهات مدنية ووزارات مثل الدفاع والخارجية.
ومن بين السيناريوهات التي سيتم العمل عليها هو التوغل في عمق دول معادية لإسرائيل الذي يعتمد على قوات خاصة بالإضافة كيفية الانتقال من وضع عادي إلى حالة طوارئ.
وفي ختام كل تدريب سيتم استخلاص العبر من قبل طواقم متعددة الأذرع التي تشمل كافة القيادات من أجل مقارنتها مع تدريبات أخرى.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن هذه المناورات تأتي في الوقت الذي تزداد فيه المؤشرات لعودة الدول العظمى إلى اتفاق نووي مع إيران، مؤكدا أنه يجري التحضير لكل الاحتمالات.
وأوضح المصدر خلال إيجاز له اليوم أن معدل استهداف مصالح إيرانية هو مرة على الأقل في كل أسبوع، وأن هناك أنشطة مكثفة فيما يعرف “بالحرب بين الحروب” (وهو مصطلح يتم استخدامه في إسرائيل لتوضيح أنشطة الجيش لإحباط الخطر ضد البلاد مستقبلا) ، مؤكدا أنه يتم العمل على إحباط ما تراه إسرائيل خطا أحمر في الإقليم.
وفيما يتعلق بحزب الله، أوضح المسؤول الإسرائيلي أنه سيتم تخصيص أسبوع كامل من التدريبات على محاكاة لحرب مع الجانب اللبناني.
المعروف أن التدريبات الإسرائيلية الطويلة كانت تستغرق أسبوعاً واحداً على أكثر تعديل. ولكن، في ضوء الحربين الأخيرتين: سنة 2014 على قطاع غزة التي استغرقت 51 يوماً، وعلى لبنان سنة 2006 التي استغرقت 34 يوماً، وعلى ضوء تجارب التدريبات الأخيرة والتقديرات بأن هناك نحو نصف مليون صاروخ إيراني موجه إلى إسرائيل من سوريا ولبنان واحتمال توجيه صواريخ أخرى من العراق وربما من إيران نفسها، فقد قررت إجراء تدريب ضخم يستغرق شهراً، وذلك لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي. وهو يتناول مخططات دفاعية وأخرى هجومية «تنقل المعركة إلى قلب أرض العدو وتأخذ في حسابها حرباً داخل المدن»، وفقاً للمصادر.
وتشارك في هذا التدريب قوات من سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات اليابسة، التي ستواجه خطر حرب شاملة تتعرض فيها إسرائيل إلى زخات من ألوف الصواريخ في كل يوم، على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب. وتشارك في التدريبات قوات الجيش النظامي والاحتياط وقوات الجبهة الداخلية والدفاع المدني. كما تشارك في التدريبات القيادة السياسية؛ الحكومة ووزارات الأمن والخارجية والأمن الداخلي وجميع الأجهزة الأمنية.
وأفادت «القناة 13» العبرية، بأن المناورة ستحاكي حرباً شاملة ضد «حزب الله» وحركة «حماس» وغيرهما، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية. وأشارت إلى أن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة رغم التوترات في القدس والساحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنباً لأي سيناريو.
وعلى أثر تصريحات عسكرية في تل أبيب، تحدثت عن احتمال تحول التدريب إلى حرب واقعية، كشفت مصادر لبنانية أن «حزب الله» وضع عناصره في حالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، بحجم لم تشهد له مثيلاً منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006.
يشرع الجيش الاسرائيلي، الأحد، في مناورات تستمر شهرا كاملا، وهي الأكبر منذ قيام الدولة. ويحاكي الجيش في المناورات قتالا على الجبهة الشمالية والجنوبية وفي الضفة الغربية في آن واحد.
في غضون ذلك ذكرت وسائل إعلام لبنانية عن حزب الله رفع جهوزيته في أعقاب المناورات الاسرائيلية.