الرئيسية » السياسة » أساتذة جامعات يوضحون حالة الانقسام والتشظي داخل الأحزاب السياسية في السودان

أساتذة جامعات يوضحون حالة الانقسام والتشظي داخل الأحزاب السياسية في السودان

برنامج حديث الناس11

قال البروفيسور صلاح محمد إبراهيم عميد كلية الإعلام بجامعة العلوم الطبية إن الانقسامات والانشقاقات في الأحزاب السودانية لن تنتهي والتاريخ السياسي السوداني ملئ الانقسام والانشقاق منذ أول حكومة بعد الاستقلال والسبب في ذلك مدى قناعة هذه الأحزاب بالديموقراطية واحترام الرأي الآخر داخل الحزب نفسه واصفا الممارسة الديمقراطية في السودان بالهشة

 وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان هذه الحالة معقدة وكل التحالفات الموجودة الحالية هي جهات تختلف في رؤاها وبرامجها ومن الصعب ان تجد اتفاق بينهم 

قال ان التركيز لايتم على جوهر المبادرات التي تمت لكن دائما ما ينصرف الناس لمن قدم المبادرة ومن اتى بها والصراع حول قضايا هامشية لا يفضي لنتائج في مصلحة البلد 

موضحا ان الفترة الانتقالية لاتعالج الثوابت ولا التفاصيل وإنما مرحلة لانجاز مهام محدودة وقال ان كل هذه المبادرات مضيعة للوقت و للاستهلاك السياسي ولن تفضي لنتائج ايجابية 

مؤكدا ان وجود المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الضعيفة والهشة التي تمر بها البلاد هو الضامن لبقاء السودان والمجتمع الدولي يريد بقاء العسكر في المشهد بسبب المهددات الاقليمية الكبيرة التي يخاف منها مطالبا القوى المدنية ان تسارع لنقطة التقاء قبل ان يفرض عليها وضع قد لاتقبله وربما يصبح امر واقع وشبه هذه المبادرات بالاوكازيون الذي لا ينتهي

 مبينا ان 25 اكتوبر هو نتيجة لفشل حكومة حمدوك الأولى  التي وصفها بـ “الهشة” ولم تركز في تهيئة المناخ للانتخابات وادخلت نفسها في ملفات معقدة وليس من مهامها اصلا ومن الصعب معالجتها في فترة انتقالية

 مبينا ان هناك قوى دولية لن تنتظر ان يستمر هذا المشهد وستعمل على حل وقال إن الأحزاب السياسية الموجودة حاليا ليست مؤهلة لإدارة الدولة السودانية ومن الصعب حاليا إكمال كل أمر الدولة للمدنيين فقط في هذه المرحلة موضحا ان المؤسسة العسكرية ليست لديها ثقة في المدنيين خصوصا في ظل كل هذه التحديات التي تواجه السودان مؤكدا ان التفويض الرسمي لأي مكون سياسي هو عبر الانتخابات فقط وتوقع البروف صلاح محمد ابراهيم تراجع حظوظ حزب الأمة في الانتخابات اذا حدثت .
وأوضح الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ عمار عوض أن هنالك تشظي وسيولة سياسية كبيرة تمر بالسودان حاليا وكل تحالف بما لديهم فرحون وكل منهم يعتقد أنه يمتلك الحقيقة والحل ، 

واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان كل المبادرات المطروحة الآن متفقة في كل النقاط الجوهرية لكن الاختلاف في ان كل جهة تطمع بان يكون لها الدور الأكبر في إدارة الفترة الانتقالية

 مبينا ان هنالك غبن سياسي وإشكاليات عميقة بين كل القوى السياسية السودانية واضاف ان كثرة المبادرات بسبب عدم وجود ثقافة العمل الجماعي لدى السودانيين وطبيعة الشخصية السودانية غالبية نشاطها النشاط الرعوي الذي يعتمد على الفرد والسودانين لايستطيعون العمل كـ “تيم ورك” وتنظيم المجتمع الذي تم قامت بهم الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ويعتمد على ضرورة وجود زعيم او شيخ او شخص واحد يقود البقية ، مؤكدا ان سبب هذه الانقسامات هو عمل القوى السياسية ومحاربة بعضها البعض ، مشيرا ان العسكريين لديهم مشاكل الاعتداد بالرأي وعدم قبول الهزيمة التي تعني الموت للعسكري 

 ولديهم احساس انهم اوصياء على العملية السياسية وتوقع عمار عوض ان الوضع في السودان لن يكون في وضعه الحالي وسيكون هنالك حل قبل 25 أكتوبر المقبل ، مبينا ان المجتمع الدولي سيمل من استمرار هذا الوضع ، كاشفا عن منصة وطنية سودانية جديدة هو جزء منها تأخذ من كل بستان زهرة وهدفها التأسيس للدولة السودانية واعتبار ان ما مضى هو الفتر

ة الإنتقالية والقادم هو فترة تأسيسة للدولة السودانية وعمل ثوابت دستورية تحكم لفترة محدودة مدتها عام ونص لأنشاء مفوضيات فقط وتشكيل حكومة تكنوقراط وفصل تام بين البنزين والنار “المدنيين والعسكريين” وعمل مجلس وطني تأسيسي يضم كل القوى السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني والعمل على مسودة لدستور والتجهيز لانتخابات يكون فيها السودان دائرة واحدة وقال عمار الأحزاب ليست شر والعملية السياسية لا تدار إلا بالاحزاب والأمن لايحفظ الا بالعسكر ، وتوقع عمار عوض اصطفاف القوى السياسية تحت مظلتين في ماتبقى من الفترة الانتقالية والانتخابات القادمة ودمج كل الجيوش في جيش وطني موحد متوقعا ان الحزب الإتحادي الأصل بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني سيكون الحصان الأسود في الانتخابات القادمة .
وقال د.عبدالرحمن أبوخريس أستاذ السياسات الخارجية بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية ان الوثيقة الدستورية السابقة لم يكن بها إجماع حتى من الموقعين عليها وتم فيها تعديلات كثيرة ولم تنفذ بالطريقة التي كتبت بها 

وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان انسحاب المؤسسة العسكرية من العمل السياسي محمدة وفرصة للجميع من اجل الجلوس والعمل سويا لتشكيل ميثاق جديد باجماع عريض لادارة ماتبقى من الفترة الإنتقالية واكد ان القوى السياسية تتوحد فقط مواجهة الأنظمة الديكتاتورية ولايوجد تصورات جمعية ولا برامج لادارة مابعد سقوط تلك الأنظمة مبينا ان كثرة المبادرات دليل مرض وليس دليل عافية ويجب ان تدمج كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة دون النظر للتفاصيل التي يكمن فيها الشيطان 

 واوضح ابوخريس ان اغلب التحالفات الموجودة حاليا متناقضة ولايوجد عقل جمعي لاحداث فعل تأسيسي للتحول الديموقراطي ولايوجد تأهيل كافي لدى الأحزاب السودانية لإدارة الفترة الانتقالية وتختفي هذه الأحزاب خلف واجهات لتغيير الانظمة مثل ماحدث في تقديم تجمع المهنيين لقيادة ثورة ديسمبر والثورات السابقة مطالبا بترك الفترة الإنتقالية للنقابات الغير مسيسة .
واشار الأستاذ بجامعة الخرطوم ممدوح محمد الحسن الى أن انقسام وتشظي الاحزاب السياسية ليست مسألة خاصة بالسودان وكثير من الدول تعاني من ذلك الإشكال وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان المكون العسكري يعمل على الدوام لتقسيم وشق القوى السياسية في السودان ولم يعطي فرصة للأحزاب لمعالجة عيوبها للانطلاق وحتى لو توفرت أحزاب سياسية راشدة تمارس الديمقراطية في داخلها لن تنجح طالما ان هنالك من يتربص بها مقرا بوجود علل ومشاكل داخل الأحزاب وذاتية القرار وعدم انضباط تنظيمي داخل الحزب الواحد ، مطالبا المؤسسة العسكرية بفرض رؤية الشارع الواضحة (العسكر للثكنات ، الاحزاب للانتخابات ، الحكومة للكفاءات) وتشكيل حكومة كفاءات وفرضها على الجميع ، مشيرا الى مبادرة جامعة الخرطوم وقال أنها جمعت كل تلك المبادرات ووضعت معايير للكفاءة وقدمت كفاءات وتوقع ممدوح الرجوع الى ماقبل 89 وحدوث إئتلاف سياسي عريض .