الرئيسية » الثقافة » متحف افتراضي للعنف ضد المرأة الصينية

متحف افتراضي للعنف ضد المرأة الصينية

Xiao Meili

ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن نشطاء وفنانين صينين أطلقوا عبر الإنترنت “متحفا افتراضيا” للتعريف والتنديد بالعنف الجنسي والجسدي واللفظي ضد النساء في الصين، بخاصة الناشطات النسويات.

وأوضحت الصحيفة أن “متحف العنف عبر الإنترنت” الذي أطلقه ناشطون مجهولون في الشهر المنصرم، جاء عقب واقعة عنف تعرض لها الحقوقية النسوية البارزة، شياو ميلي، والتي بدأت نشاطها الحقوقي في البلاد منذ العام 2011.

وكانت ميلي قد ذكرت أن أحد الرجال قد ألقى عليها سائلا ساخنا عندما طلبت منه إطفاء سيجارته في أحد الأماكن المغلقة التي يمنع فيها التدخين.

ويظهر في أحد المقاطع المصورة للمتحف الافتراضي تلة في أحد الصحارى الصينية وقد زرع عليها مئات اللافتات الحمراء والبيضاء والتي كتب عليها باللغة الصينية عبارات من قبيل “أتمنى لك الموت أيتها العاهرة” و” سحقا للنسويات”.

وهذه اللافتات الافتراضية في حقيقتها رسائل جرى إرسالها عبر البريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي إلى مجموعات نسوية وحقوقيات من قبل متطرفين قوميين أو معادين لحقوق المرأة والمثليين.

وقالت إحدى الفنانات اللاتي شاركن في تصميم العمل، ورفضت الكشف عن اسمها الحقيقي، إنه وبعد الواقعة التي حدثت مع ميلي، قررت مع مجموعة من الناشطات والناشطين إنشاء ذلك المتحف الافتراضي المؤقت لكشف مدى العنف الذي تعاني منه الحركة النسوية في الصين.

وأضافت: “تعرضت النسويات ومن ضمنهن أنا إلى هجمات لفظية مسيئة، وأردنا تحويل ذلك الأمر إلى شيء يمكن رؤيته ولمسه من خلال عرض تلك تعليقات التي كانت تصلنا من معتدين عبر الإنترنت”.

وكان قد جرى استهداف العديد من النساء عبر منصات التواصل الاجتماعي الصينية بسبب نشاطهن الحقوقي وتبنيهم لبعض القضايا الإنسانية مثل القمع الذي تمارسه السلطات بحق أقلية الإيغور في أقليم شينجيانغ.

وقالت الكثير منهن أنه وسمن بالعديد من الاتهامات مثل الخيانة الوطنية والنزعات الانفصالية والعمالة لجهات أجنبية، مشيرات إلى أن تلك الهجمات في العالم الافتراضي شارك فيها أشخاص عاديون ومسؤولون حكوميون ووسائل إعلام رسمية.

وكانت الباحثة الصينية الأسترالية ،فيكي شو، قد قالت لبرنامج يبث التلفزيون الأسترالي في أبريل: “لقد تم إعدامي في وسائل الإعلام الصينية بدون محاكمة وفعلوا نفس الأمر بحق الكثير من زملائي في شينجيانغ”.

ولفتت شو إلى إن التقرير الذي أعدته مع زملائها في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي، والذي أشار إلى تورط أكثر من 80 علامة تجارية دولية في معسكرات العمل القسري في إقليم شينجيانغ، دفع الحكومة الصينية إلى “المضي في الهجوم”.

وأوضحت أنها جرى تم تداول صور عارية مزيفة لها على الإنترنت، فيما تعرض عدد من أفراد عائلتها ومعارفها إلى الاحتجاز والاعتقال والاستجواب من قبل السلطات الصينية، وهي أمور حدثت مع العديد من الناشطات اللواتي تحدثن لصحيفة “الغارديان”.

وذكر الصحفي الصيني الأسترالي، شين لو، عبر حسابه على تويتر: “في كل مرة تنمو فيها المشاعر القومية المتطرفة، يتعرض النساء للتنمر الإلكتروني كما حدث فانغ فانغ وتزوي تشوانغ وفيكي شو وشياو ميلي”.

وتابع: “كلما تمردت تلك النسوة على القيم الذكورية الأبوية يصبحن ملعونات” في أعين المجتمع.

وأفادت تقارير أن منصة التواصل الاجتماعي “ويبو” قد أغلقت أكثر من 20 حسابا لنساء دافعن عن الناشطة البارزة شياو ميلي تحت ذريعة “نشر معلومات مؤذية ومخالفة للقانون”.

وفي هذا الصدد قال قال أستاذ علم اجتماع في جامعة فودان، طلب عدم نشر اسمه، إنه لم يتضح لحد الآن فيما إذا كان قد جرى استهداف تلك الحسابات بتوجيه رسمي من السلطات، مضيفا: “لكن من الواضح أنه لا توجد منصات اجتماعية في الصين مناصرة للمرأة وحقوقها”.