انطلقت اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة فعاليات مؤتمر الإفتاء العالمي السادس الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون"، بمشاركة وفود من 85 دولة من مختلف دول العالم يمثلون مفتين ووزراء وعددا من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ركيزةً أساسية للمجتمعات والدول لتسريع خطواتها في رحلتها نحو بناء نهضتها المستدامة القائمة على المعرفة.
وثمَّن رئيس الوزراء في كلمته -التي ألقاها نيابة عنه وزير الاتصالات المصري الدكتور عمرو طلعت- جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في مجال التطور الرقمي، واستخدام سائر الوسائل التقنية الحديثة لنشر الرؤية الحضارية ولتصحيح صورة الإسلام في المحافل الدولية.
ويناقش المشاركون على مدى يومين قضية المؤتمر وفق أربعة محاور رئيسة، جميعها ترسخ لفكرة الاتفاق على آليات التعاون بين دور وهيئات الإفتاء في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، والمشاركة في معالجة تحديات التطور التقني والدخول بمؤسسات الإفتاء إلى عصر الرقمنة عبر دعم التحول الرقمي.
وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات علمية تناقَش فيها مجموعة من الأبحاث العلمية المهمة التي قدمها عدد من العلماء والمفتين على مستوى العالم، كما يشهد المؤتمر تخريج 21 من أئمة روسيا بعد تدريبهم على الإفتاء ومواجهة التطرف.
وحول أهداف المؤتمر، أوضح الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم: أن أهداف المؤتمر تتمحور حول زيادة الوعي بأهمية الرقمنة، وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا لإدخالها في عصر الرقمنة.
وكذلك دعم التقنيات الرقمية القائمة في المؤسسات الإفتائية ونشرها بين أعضاء الأمانة العامة، إضافة إلى مناقشة وسائل الوقوف على متطلبات المستفتين في مختلف الدول الأعضاء، ووضع الآليات المناسبة لتحقيق هذه المتطلبات باستخدام التقنية الرقمية.
وإظهار قدرة المؤسسات الإفتائية على التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع العالم الرقمي وغيره من التحديات، فضلًا عن السعي إلى التعريف بالتجارب الثرية في مجال التحول الرقمي لبعض مؤسسات الفتوى في العالم الإسلامي، وكذلك بيان مدى استجابة الإفتاء كعِلم للتقنيات الحديثة، وتوضيح مدى استفادة المؤسسات الإفتائية من التطور الرقمي في مواجهة جائحة كورونا.
وأضاف الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن المؤتمر يهدف أيضًا إلى مناقشة كيفية تفعيل الإفتاء الجماعي في المؤسسات الإفتائية في مواجهة الجوائح وعبور الأزمات، ووضع تصور دقيق لما يعوق التعاون والتكامل بين مؤسسات الإفتاء، يشمل: المظاهر، والأسباب، وطرق الحل، وكذلك تجلية التشريعات القانونية التي تتعلق بعملية التحول الرقمي وتأثيرها على المؤسسات الإفتائية، إلى جانب تبني آليات لنشر ثقافة الإفتاء والاستفتاء الرقمي على مستويات شتى، والخروج بمبادرات عاجلة لتفعيل التعاون بين المؤسسات الإفتائية المختلفة.
ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التي تثري الحقل الإفتائي في الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار والأمانة ما هو منتظر منها في المستقبل من خطط طموحة ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة، ويعزز مسيرة العمل الوطني، فضلًا عن عرض مجموعة من الأبحاث المواكبة لمقتضيات العملِ الدينيِّ.