التقى رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، بالمديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في باريس واتفق الطرفان على تعزيز التعاون القائم بينهما في مجال دعم حرية الصحافة وتنمية الإعلام، باعتبارهما ركيزتَين أساسيّتَين للانتقال الديمقراطي الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن.
وصرّحت المديرة العامة لليونسكو بهذه المناسبة، قائلة: “تعتبر حرية الصحافة بمثابة حجر الزاوية لأي مجتمع ديمقراطي، ومحرك رئيسيّ للانتقال الديمقراطيّ في السودان.
وأكدت التزام اليونسكو بتقديم ما بجعبتها من خبرات وإرشادات توجيهية من أجل إيجاد بيئة صحفية آمنة وقالت إنه وبفضل الجهود التي تضطلع بها عن كثب مع السودان منذ عام 2019، وضعنا معاً خارطة طريق لإصلاح قطاع الإعلام ومن المتوقع تنفيذ هذه الخارطة خلال السنوات الثلاث المقبلة ونعرب عن استعدادنا لتكثيف جهودنا في هذا المجال.
وفي 25 سبتمبر 2019، التمس رئيس وزراء السودان الدعم من اليونسكو بغية إصلاح وسائل الإعلام كجزء من العملية الانتقالية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حرية الإعلام، والذي أعلن خلاله انضمام السودان إلى التعهد العالمي لحرية الإعلام بقيادة كندا والمملكة المتحدة.
ولبّت اليونسكو طلب السودان من خلال الاضطلاع بأول تقييم للبيئة الإعلامية في البلد باستخدام مؤشرات تنمية وسائل الإعلام الخاصة بها.
وفي سبتمبر 2020، جُمعت نتائج هذه المشاورات ونُشرت في إطار خارطة الطريق لإصلاح وسائل الإعلام.
وتتمثل المرحلة المقبلة من هذا التعاون القائم بين اليونسكو والسودان في تنفيذ خارطة الطريق على مدى السنوات الثلاث المقبلة وتضم المجالات التي سيجري تعزيزها، فيما يتماشى مع خارطة الطريق، الإصلاح التشريعي، وبناء المؤسسات، وتدريب المهنيين العاملين في مجال الإعلام وتوظيفهم، والاستثمار في البنية الأساسية التقنية.
وأنشأ السودان منذ عام 2019 فريقاً وطنياً لإصلاح وسائل الإعلام، ويتألف هذا الفريق من ثلة من الخبراء في مجال الإعلام وأصحاب وسائط الإعلام ومديريها، والصحفيين، والمسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وممثلين عن المجتمع المدني، ممن شاركوا في تقييم المشهد الإعلامي.
وتشجّع اليونسكو مشاركة المرأة في وسائل الإعلام ودعمت تدريب ما يزيد على 250 صحفية في مجال السلامة، وقد قامت أيضاً بتدريب ضباط الأمن في مجال حرية التعبير وسلامة الصحفيين.
وفي فبراير 2020، قامت اليونسكو بتقييم تطور شبكة الإنترنت في السودان استناداً إلى مؤشرات المنظمة بشأن عالمية الإنترنت، ومن المزمع إتمام هذا التقييم بحلول الربع الرابع من عام 2021.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشروع يحظى بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الدولي من أجل التنمية من خلال برنامج اليونسكو الدولي لتنمية الاتصالات.
وحظيت هذه الأنشطة بالدعم المالي من خلال برنامج اليونسكو المتعدد الجهات المانحة المكرس لحرية التعبير وسلامة الصحفيين. وقامت اليونسكو خلال عام 2020 باستهلال سلسلة من دورات بناء القدرات لأكثر من 300 صحفي سوداني. ويتمثل الهدف من هذه الدورات في معالجة المعلومات المضللة ومواجهتها، ودرء التطرف العنيف، ولجم خطاب الكراهية.
وتسعى اليونسكو إلى حشد دعم إضافي لبناء قدرات وسائل الإعلام وتعزيز المؤسسات الوطنية مثل اللجنة الوطنية السودانية لحقوق الإنسان.
المصدر: سونا