صحيفة اللحظة:
ربما تصبح الرقاقات الواقية لشاشات الهواتف وحافظات الحماية من الكسر للهواتف الذكية من الماضي في وقت قريب، حيث ابتكر فريق من العلماء زجاجاً فائق الصلابة بل أكثر صلابة من الماس الطبيعي.
فقد نجح باحثون من جامعة "جيلين" الصينية في إنتاج ما يسمى بالزجاج الكربوني، الذي يتميز بأعلى نسبة توصيل حراري بالمقارنة مع جميع أنواع الزجاج المعروفة، وفق مجلة "نيتشر" العلمية.
وتوصل الباحثون للمادة الجديدة عبر وضع وتجميع كرات من الكربون تشبه كرة القدم في مكبس ضاغط، ثم تعريضها إلى درجات حرارة وضغط شديدين.
وتميزت العينة التي أنتجت بدرجة صلابة عالية بلغت حوالي 102 غيغا باسكال، إذ تعتبر من أصلب أنواع الزجاج الذي أنتج إلى الآن.
بدوره، قال الباحث وعالم الكيمياء الجيولوجية ينغاوي فاي من معهد كارنيغي للعلوم بواشنطن إن صنع زجاج بهذه الخصائص المتفوقة سيفتح الباب أمام صناعات أخرى، حيث سيمكن صُنع قطع كبيرة وهو الأمر الذي شكل تحدياً في الماضي.
وأوضح أن تصنيع الزجاج من مادة كربونية غير متبلورة مع روابط ثلاثية الأبعاد كان هدفاً طويل الأمد، مشيراً إلى أن الحيلة تكمن في العثور على مادة التي يمكن البدء بها.
ويساهم هذا الاكتشاف في التعرف على المواد غير المتبلورة المتقدمة وتخليق المواد غير المتبلورة السائبة عن طريق تقنيات الضغط العالي ودرجات الحرارة العالية، وفق الباحثين.
وأضافوا أن النتائج الحالية قد تتيح صناعة منتجات جديدة للمواد الصلبة غير المتبلورة.
يشار إلى أن فريق الباحثين لجأ إلى مادة "بوكمينستر فوليرين"، وهي شكل من الكربون يتكون من 60 ذرة مرتبة في هيكل مجوف يشبه القفص أو كرة القدم، وهي ما أعطاها اسمها الشائع "كرة بوكي".
فقد حصل اكتشاف "كرات بوكي" على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1996، حيث تم تحويل "بوكمينستر فوليرين" إلى زجاج كربوني يشبه الماس، عن طريق تعريضها للضغط والتسخين في ما يسمى بـ"مكبس متعدد السندان" كبير الحجم.