قالت إحدى شركات التكنولوجيا المالية السويدية المدعومة من الملياردير “محمد العمودي” إنها وجدت حلاً لواحد من أكبر الكوابيس التي تواجه حلول الدفع الرقمية في عالم يتزايد فيه التحول نحو حلول السداد والدفع غير النقدي، وكان الكابوس، ماذا سيحدث في حال تعطّلت الإنترنت ولم يعد بوسعنا استخدام هواتفنا أو بطاقاتنا؟
وتعمل شركة “كرانشفيش إيه بي” (Crunchfish AB)، التي يمتلك فيها “العمودي” حصة 17% من خلال وحدة “ميدروك” الاستثمارية، على تطوير برنامج للهواتف المحمولة يتيح للمستهلكين الدفع للتجار في الوقت الفعلي دون الحاجة للاتصال بالإنترنت وبأية عملة، بما في ذلك العملة الرقمية للبنك المركزي السويدي والمشفرة “بتكوين”.
وبتلك الحلول ربما تكون الشركة الناشئة قد توصلت إلى مساعدة المجتمعات على العمل بدون نقود، حتى “في حال انقطاع الإنترنت”، وهي الاشكالية التي دعت محافظ البنك المركزي السويدي “ستيفان إنغفيس” إلى أن يقول ذات مرة إن ذلك يتطلب العودة إلى العمل بالأوراق النقدية والعملات المعدنية.
وتدير شركة “كرانشفيش” مشروعاً تجريبياً مع شركة “سويش” (Swish)، وهي أكبر مزود لخدمات الدفع في السويد. وفي حال نجاحها، يمكن استخدام تطبيقها في المعاملات عبر الحدود وللمساعدة في إرساء الأساس لعملة الكرونا الإلكترونية التي يُدير بنك “ريكسبانك” (Riksbank) مشروعها التجريبي الخاص.
ويعمل التطبيق عمل دفتر الشيكات، حيث يضع المستهلكون الأموال في حساب خاص يمكنهم استغلاله لإجراء المدفوعات في حال تعطل الشبكات؛ وبمجرّد الاتصال بالإنترنت، يتم تسجيل المدفوعات ويحق للمستخدمين إعادة تعبئة حساباتهم.
وتعليقاً على الموضوع قال “جوران ليندر”، الرئيس التنفيذي لشركة “ميدروك” في السويد، إن الشركة لديها القدرة على أن تصبح “كلارنا بنك إيه بي” (Klarna Bank AB) أخرى، وهي الآن الشركة الناشئة الأكثر قيمة في أوروبا. وفي الواقع، تبلغ قيمة “كرانشفيش” الآن 112 مليون دولار.
وأضاف “ليندر”: “أتوقع في نهاية المطاف أن يُدمج هذا الحل مع جميع مخططات الدفع، بما في ذلك تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، فالأشخاص الذين لم يتمكنوا يوماً من فتح حساب مصرفي يمتلكون هاتفاً محمولاً”.
أطلق بنك التسويات الدولية على السويد صفة المجتمع الأكثر تخلياً عن النقد في العالم؛ حيث أدى الاختفاء الفعلي للنقد في السويد إلى نشوء حمى من الابتكار في مجال المدفوعات الرقمية، بما في ذلك من خلال بنك “ريكسبانك” نفسه. وإلى جانب الصين، تقود السويد الاقتصادات الرئيسية في تطوير عملة رقمية للبنك المركزي.
وتسبح شركة “كرانشفيش” في بيئة مزدحمة بالمنافسين؛ حيث تضم السويد ما يصل إلى 200 شركة في مجال التكنولوجيا المالية التي تُركّز على المدفوعات، وفقاً لما ذكرته “لويز جرابو”، الأمين العامة لاتحاد التكنولوجيا المالية السويدية. وقالت: “يحظى منتجهم باهتمام أكبر في الوقت الحاضر، حيث أصبحنا مجتمعاً غير نقدي”.
وأصبح الاعتماد على المدفوعات الرقمية مصدر قلق في بعض الأحيان؛ حيث قال “أندرس إدلوند”، رئيس تطوير الأعمال في الشركة الأم “غيتسويش” (Getswish)، إن شركة “سويش” المملوكة لأكبر البنوك الإسكندنافية هي “بيئة عمل كبيرة”؛ وفي حال تعطلتْ الإنترنت فإنه “لا يمكن للمستخدمين الدفع عبر سويش”؛ أما عند تشغيل تطبيق “كرانشفيش”، “فيمكننا سداد الدفعات حتى في حال وجود عطل ما في النظام البيئي”.
ومن خلال تقنية “كرانشفيش”، يمتلك المستخدمون بالفعل أموالاً مقدماً يمكنهم إنفاقها، “كما لو كان لديك أموال مادية في محفظتك،” بحسب “يواكيم سامويلسون”، الرئيس التنفيذي لشركة “كرانشفيش” وأكبر مساهم فيها.
وأوضح “سامويلسون”: “يقوم جوهر نظامنا على الحفاظ على حد الإنفاق، والرصيد المتاح دون الاتصال بالإنترنت”. لضمان عدم وقوع التجار والبنوك ضحية تجاوز المستهلكين لحد الانفاق المسموح لهم.
ويقول “إدلوند” إن المشروع المشترك يمكن أن يتم تشغيله في جميع أنحاء السويد في غضون عامين؛ شريطة أن تُقرر “سويش” “المضي قدماً على هذا المسار، بالإضافة إلى مشاركة البنوك أيضاً”، على حد قوله.