صحيفة اللحظة:
دعا رجل أعمال، يصدر سجادة صلاة تفاعلية إلى الشرق الأوسط، المزيد من الشركات في ويلز إلى الاقتداء به.
فقد اخترع كمال علي، من نيوبورت، أول سجادة تفاعلية عندما لاحظ أن ابنه يجد صعوبة في أداء الصلاة بطريقة صحيحة.
ويقول إن منتوجه لقي "رواجا هائلا" في دول مثل السعودية والكويت.
وصمم المعلم السابق، السجادة في نيوبورت، وتزايد الطلب عالميا على منتوجه منذ أن دخل الأسواق.
ويقول رجل الأعمال: "عرضت المنتوج في كل أنحاء العالم. وأول شيء أقوله عند تقديم نفسي هو: أنا كمال من نيوبورت ويلز، وهذا ما يدهش الجميع".
ويصدر علي سجادته التفاعلية إلى العديد من الدول ذات الأغلبية الإسلامية.
ويقول: "من حظنا أن المنتوج لقي رواجا في الشرق الأوسط، فقد تلقينا طلبيات كثيرة، فالمنطقة هي أكبر أسواقنا حاليا. ونحن نصدر الآلاف إلى الإمارات والسعودية والكويت. فالطلب عليها مدهش".
وهذه السجادة تعيد للأذهان السجادة التي صنعها المطوّر القطري، عبد الرحمن خميس، الإجابة حتماً "نعم"، إذ أنّه ابتكر سجادة صلاة رقميّة، أسماها "سجدة".
حصدت السجادة مطلع العام 2020م منحة من "واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا"، لكنها ليست المحاولة الأولى لرقمنة سجادة الصلاة.
ففي عام 2010، أثار المبتكر التونسي حمادي الأبيض جدلاً في بلاده لتطويره سجادة ضوئية تحتسب عدد الركعات.
وفي عام 2015، نسب لمطوّر داغستاني يدعى إلدار كليتشيف ابتكار سجاد صلاة تحتسب عدد الركعات
وفي العام ذاته، ابتكرت الطالبة الفلسطينية، رند عبد المجيد، سجادة صلاة الكترونية تحتوي على شاشة تساعد المصلين بالعدّ.
المحاولات المتواصلة لإيجاد وسيلة رقميّة لعدّ الركعات، دليل على وجود حاجة، وذلك ما استند إليه المهندس، عبد الرحمن خميس، حين بدأ بتطوير "سجدة"، عبر شركة "ذكاء تكنولوجيز" التي أسسها برفقة زميله عبد العلي من الهند.
شارك مشروع "سجدة" عام 2019 في برنامج "نجوم العلوم"، وتنافس مع مشاريع من دول أخرى، ونال المرتبة الثالثة في التصفيات النهائية.
في العام ذاته، تكثّفت بالنسبة لخميس فكرة تطبيق ذكيّ لتعلّم الصلاة، بعد مراقبته تبعات مذبحة كرايستشرش في نيوزلندا التي أودت بحياة 51 شخصاً.
يقول خميس لـ"بي بي سي" إنّ الهجومين الشهيرين على مسجد ومركز إسلامي في المدينة النيوزيلندية، "لفتا نظر كثر إلى الدين الإسلامي، وحفّزا البعض على اعتناقه.
ولاحظت خلال تلك الفترة إنّ المسلمين الجدد الذين حاولوا تعلّم الصلاة، كانوا يستخدمون طرقاً بدائية، منها وضع ورقة بحجم سجادة على الأرض، يرسمون عليها الحركات والتعليمات".
هكذا، ولدت فكرة "سجدة"، وهي "أداة تعليمية"، كما يصفها مطوّرها. تتألف السجادة من قطعة نسيج باللون الكرزيّ، تحتوي على شاشة مخفيّة، وسماعات، إلى جانب 2300 مجسّ لتحديد حركة المصلّي، وقياس ركعاته وسجداته.
تستهدف السجادة الذكيّة بشكل أساسيّ المسلمين الجدد الذين لم يولدوا في عائلات أو بيئات مسلمة، ولا يفهمون اللغة العربية، ويحتاجون إلى تدريب في فترات تعلّم الصلاة الأولى.
تشير دراسات عدّة إلى أنّ الإسلام هو الدين الأكثر نمواً في العالم، كما يتوقّع باحثون أن يصير الديانة الأكثر عدداً في العالم بحلول عام 2035. كما أنّه ديانة "فتيّة"، نظراً لارتفاع نسبة الولادات فيه، مقارنة مع الديانات الأخرى.
هكذا، يبدو أنّ الاحصائيات تدعم فكرة الحاجة لأداة تعليم صلاة رقميّة، ليس فقط لمعتنقي الديانة الجدد، ولكن أيضاً للأطفال المولودين في عائلات مسلمة، سواء في دول عربيّة أو خارجها.
يقول خميس: "في بيئتنا المسلمة، يتعلّم الطفل الصلاة من الناس حوله، وبين المسجد والمسجد هناك مسجد. لكن مع انتشار فيروس كورونا، خلقت حاجة جديدة لتعليم الصلاة للأولاد في المنزل، مع اقفال الكثير من دول العبادة".
ويضيف: "وفي الدول حيث لا يشكّل المسلمون أغلبية، قد يجد الأهل صعوبة في إيجاد مسجد قريب، لذلك يمكنهم تعليم الصلاة لأولادهم في البيت، من خلال تطبيق هاتفي يسهّل على الطفل الفهم، ويساعد الأهل على تتبع أخطائه وتصحيحها".
مع الوقت، وجد المهندس أنّ ابتكاره مفيد لفئات أخرى، تواجه تحديات خلال الصلاة، ومن بينهم "الراغبون بختم القرآن خلال شهر رمضان، أو كبار السنّ الذين يواجهون مشاكل في الذاكرة، أو ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون صعوبات في التعلّم، وأي شخص يريد أن يمسك المصحف خلال الصلاة، فيضيّع الصفحات أو يتشتت خلال السجود والركوع"، بحسب خميس.
يتألف فريق "سجدة" من عبد خميس، وشريكه الهندي عبدول علي الذي يتولّى الجانب التسويقي، ويخبرنا إنّهم يسعون للتواصل مع مؤثرين على مواقع التواصل، وقادة مسلمين في مجتمعاتهم، لإيصال فكرتهم إلى من يحتاجونها.
لكن السجادة الذكية قد تخلق إشكاليات شرعيّة، خصوصاً أنّها تحتوي على شاشة، ما قد يؤثّر على الخشوع أثناء الصلاة. كما أنّها تظهر الآيات القرآنية، ما قد يثير أسئلة حول إمكانية وضعها على الأرض.
يقول عبد الرحمن خميس إنّه استشار عدداً من رجال الدين خلال مراحل تطوير المشروع، وقالوا له "أن لا مشكلة في السجادة، خصوصاً أنّها أداة تعليمية"، بحسب تعبيره. ويضيف: "إنّها أشبه بمدرّب شخصي، يساعد في ضبط الحركات بشكل سليم".
من ناحية ثانية، فإنّ وضع السجادة على الأرض "ليس فيه مشكلة شرعية، لأنّها ليست مصحفاً، وبالتالي هي تشبه تطبيقات القرآن الكريم على الهاتف"، بحسب خميس.
يقول مطوّرو "سجدة" إنّ الهدف منها ليس استبدال سجادة الصلاة التقليدية، بل أن تكون أداة مساعدة، حتى بالنسبة لمن يتقنون الصلاة. لهذا، زوّدوا التطبيق بخصائص تساعد على قراءة القرآن لمن لا يجيدون العربية، وعلى تعليمهم نطق الصلاة بشكل صحيح.
إضافة إلى ذلك، يحتوي التطبيق على أكثر من ثلاثين نوع صلاة، لمن لا يحفظونها، مثل صلوات العيد، وصلوات الكسوف والخسوف، وبعض الأدعية التي لا يحفظها الجميع.
المصدر:
BBC العربية