صحيفة اللحظة:
أعلن المفوض العام في العاصمة الأميركية واشنطن، كارل راسين، أنه بصدد إقامة دعوى قضائية تتهم مارك زوكربيرج، مؤسس ومدير "ميتا"، بسوء استخدام بيانات الحسابات الشخصية للمستخدمين على شبكة "فيسبوك"، وتحقيق أرباح طائلة من وراء هذه العملية.
وأشار راسين، بحسب صحيفة الدعوى، إلى أن أرباح "فيسبوك" تعتمد في الأساس على جمع بيانات مليارات المستخدمين، وتحليلها واستخدامها لتوجيه حياتهم في فضاء الشبكة الرقمي، إلى جانب التعاون مع شركات ومجموعات بحثية تستخدم البيانات في التحكم بقرارات المستخدمين الشرائية والسياسية وحتى حالاتهم المزاجية.
وأكد المفوض العلم بواشنطن عبر "تويتر" أن الدعوى المقدمة هي لتحميل مؤسس فيسبوك شخصياً "مسؤولية فشل الشركة في حماية بيانات المستخدمين وتضليل المستخدمين بشأن مسائل الخصوصية، ومن ضمن هذه الأمور فضيحة كامبريج أناليتكا وقضايا أخرى".
وأضاف أن الشركة تعتمد على مراقبة البيانات الشخصية للمستخدمين ومشاركتها مع شركات أخرى لقاء بدل مالي من دون معرفة المستخدمين. وهو (زوكربيرج) عرف بوجود مشاكل مرتبطة بالبيانات الشخصية والخصوصية منذ 2012، ولهذا نحن نرفع الدعوى".
ومن بين أوجه هذا الاستغلال التربح المباشر من بيانات المستخدمين، عبر بيعها لشركات الطرف الثالث والوكالات الإعلانية من دون علمهم، بحسب راسين.
وتعتمد الدعوى على استغلال وكالة "كامبريدج أناليتكا" البريطانية بيانات 87 مليون حساب شخصي على "فيسبوك" لتحليل بيانات الناخبين الأميركيين، واستخدامها لصالح المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وقال راسين، إن بيانات نصف سكان العاصمة واشنطن ضمن البيانات المستغلة من جانب الوكالة البريطانية للتسويق، والتي أغلقت أبوابها للأبد في 2019 بعد ملاحقتها بالدعاوى القضائية.
وستكون الدعوى الجديدة الثانية التي يقيمها راسين ضد "ميتا" بتهمة استغلال بيانات المستخدمين مع وكالة "كامبريدج أناليتكا"، وكانت الأولى عام 2018، وحاول آنذاك إدخال زوكربيرج ضمن المدعى عليهم، لكن طلبه رفض من قبل الهيئة القضائية.
وكانت لجنة التجارة الفيدرالية فرضت غرامة 5 مليارات دولار على "ميتا" في 2019، وألزمت الشركة بضرورة إعادة هيكلة أسلوبها في حماية بيانات وخصوصية مستخدمي "فيسبوك".
وكانت "ميتا" أعلنت الأسبوع الجاري، إتاحتها فرصة أكبر للباحثين لتحليل طريقة استهداف مستخدمي "فيسبوك" بالإعلانات اعتماداً على تحليل شخصياتهم من خلال ما يستهلكونه من محتوى على المنصة الاجتماعية وكذلك تفضيلاتهم الشخصية.
وقال المتحدث الرسمي باسم "ميتا"، آندي ستون، إن البيانات ستكون متاحة للعامة بحلول يوليو المقبل.
وأشار جيف كينج، نائب مدير قطاع نزاهة الشراكات والأعمال في "ميتا"، إلى أن البيانات ستتوفر للباحثين بنهاية مايو الجاري، عبر منصة "فيسبوك" للبحث والشفافية (FORT)، معرباً عن أمله في أن تسهم تلك الخطوة في توضيح ممارسات الشركة الإعلانية وتقنياتها للتعامل مع بيانات المستخدمين بكل شفافية، مع تحقيق أعلى مستوى من حماية الخصوصية والأمان.