رحبت وزاره الخارجية بقرار أعضاء نادي باريس بإعفاء 14.1 مليار دولار وقالت بان وزارة خارجية جمهورية السودان تضم صوتَها إلى ما صدر من ترحيب حكومي رسمي وإشادة بقرار أعضاء نادي باريس يوم 15 يوليو بإعفاء 14.1 مليار دولار من ديونها على السودان.
والتي يبلغ مجموعُها أكثرَ من 23.5 مليار دولار، وذلك كخطوة أولى في إطار المعالجة الشاملة لقضية إعفاء ديون السودان بعد دخوله نقطة القرار تحت مبادرة الهيبك في يوم 28 يونيو الماضي. إن السودان بهذه الخطوة الكبيرة يكون قد عزَّزَ من وضع أقدامه على الطريق الصحيح في عملية اصلاح الاقتصاد الوطني الشامل وهيأ المناخ لعودة الاستثمار الأجنبي ليسهم مع القطاع الخاص المحلي في عملية البناء والنماء.
وأشارت الى أن السودان ما كان ليبلغ هذه المراحل المتقدمة في هذه المسيرة ويصبح مؤهلا لتلقي هذا الدعم الدولي لولا تضحيات ودماء أبناء شعبه التي بذلها في ثورته العظيمة، ولولا صبر الشعب السوداني على شدائد وتبعات عملية الإصلاح الاقتصادي الشاملة التي اتبعتها الحكومة مكنتها من الوصول الى نقطة القرار وهيئات الدولة بالتالي عملية الإعفاء من الديون.
التي بدأت طلائعها الآن تترى بهذه الخطوة المهمة. إن السودان يتطلع إلى بلوغ نقطة الاكتمال في 2024 والتي ستشهد إعفاء ما تبقى من ديون سيادية في نادي باريس بنسبة تصل الى 100%.
ويُمَكِّنَه ذلك، فضلا عن إعفاء كامل ديونه، من تلقي موارد مالية إضافية من أعضاء نادي باريس حسبما أكدوا بأنفسهم أمس الأول. إن هذا التدافعَ الداعمَ للسودان يؤكد أن الحكومةَ الانتقاليةَ قد مضت بخطى واثقة في عملية الإصلاح الداخلي الشامل و انتهجت سياسة خارجية بناءة نقلت البلاد بموجب ذلك من وضع خارجي كانت فيه معزولةً ومنبوذةً لثلاثين عاما، إلى دولة مسؤولة عادت لها مكانتُها الإقليميةُ والدوليةُ التي تفخرُ وتعتزُ بها.
وابانت بإن وزارة الخارجية إذ تشارك الشعب السوداني احتفاءه بهذه الخطوة المهمة التي تحققت في عملية الإصلاح الاقتصادي الداخلي، والتقدم الكبير في مسيرة إعادة السودان إلى المجتمع الدولي، لترجو أن تعبر عن عظيم تقديرها للدول التي دعمت السودان ووقفت إلى جانبه ليتمكن من بلوغ هذه المرحلة.
لقد وجد السودان سندا ودعما دوليا مقدرا في تحقيق هذا الإنجاز الكبير منذ المراحل الأولى لهذه المسيرة سواء كان ذلك بالمساهمة في عملية إزالة متأخرات السودان لدى الصناديق متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي.
وأخيرا صندوق النقد الدولي والذي كانت عمليةُ تسوية متأخرات السودان لديه ملحمة تضامن حقيقية أسهم فيها عددٌ مقدرٌ من الدول الصديقة، أو في الاعفاء الفعلي للديون كما حدث في اجتماع نادي باريس يوم 15 يوليو، فضلا عن التعهدات التي قدمتها بعضُ الدولِ غيرِ الأعضاء في النادي بعزمها اتخاذ ذات الخطوة قريبا.
ةقالت إن هذا الاصطفافَ الدوليَ غير المسبوق مع حكومة السودان، يؤكد النهجَ الصحيحَ الذي تدير به حكومةُ السودانِ سياساتِها الداخليةَ والخارجيةَ في هذه المرحلةِ الحاسمةِ والمهمةِ من تاريخ البلاد بالشكل الذي يعزِّزُ من وضع البلاد كقوة إقليمية ودولية تسهم بفاعلية في جهود ترسيخ الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.
وستواصل وزارة الخارجية في إنجاز ما يليها في هذه المسيرة واضعةً نصبَ أعينِها مصالحَ البلادِ العليا ومستلهمةً في ذلك تضحياتِ ومعانيَ ثورة ديسمبر العظيمة