صحيفة: اللحظة
تقرير: صالح على سر الختم
ينعقد خلال أغسطس الجاري بالخرطوم الملتقى السوداني السعودي لبحث أطروحات رؤى اقتصادية تعد الاولى من نوعها كمثال " للتحليق خارج الصندوق" حيث تم الإعداد لها بشكل جيد، من خلال الاجتماعات الوزارية التي ضمت الجانبين إبان زيارات الوفود السودانية المتعاقبة الى المملكة العربية السعودية و الى السودان .
و تناولت هذه اللقاءات القضايا الملحة بالبحث بعمق وبوضوح،منها قضايا الاقتصاد، والبنى التحتية والمتجذرة مما يتطلب معالجات عاجلة، وأخرى ذات أبعاد أمنية لما لها من مردودات، تعد تهديدا مباشرا،لمقومات الأمن القومي للبلدين، سواء ما يتعلق بأمن البحر الأحمر منها، أو ما يتعلق بالعمق الداخلي لكليهما وما يزخر به من مقومات،تمكنهما من تأمين وسد احتياجات الأمن الغذائي، لكليهما في عالم متغير على كافة الصعد.
ويعي الجانبان بصورة معمقة ابعاد هذا الأمر خاصة في ظل التقارب السياسي بينهما والذي تشهده الحقبة الحالية وهو نتاج الإطمئنان الذي تولد عبر خبرات وتعاملات خاضوها معا، وهو ما يجعل الجانبان يعولون على الملتقى ليصبح نقطة تحول تصب في صالح البلدين.
تشكل الأرقام في الاقتصاد عادة المحور الذي ترتكز عليه الحقيقة المجردة اذ تجسير الهوة بين الحقائق وشطط الخيال، تقول الأرقام أن المملكة العربية السعودية هي الشريك الأكبر للسودان في الاستثمار حيث يبلغ حجم استثمارها فيه 8.5 مليار دولار، تليها دولة الكويت فضلا عن انها تمثل احدى البلدان العشرين الأكبر اقتصادا على مستوى العالم، كما ان صندوقها الاستثماري تمتد استثماراته عبر القارات،فيكفي ان نشير الى انه يستثمر في كندا وحدها حوالى ثلاثة مليار دولار .
هذا ما أورده الأسبوع الماضي وزير الاستثمار والتعاون الدولي الدكتور الهادي محمد ابراهيم لدى مخاطبته الاجتماعات التحضيرية لعقد "ملتقى رجال الاعمال السوداني السعودي" الذي انعقد اجتماعه الاول بمباني وزارته والذي ضم وكلاء وزارات القطاع الاقتصادي ذات الاختصاص إضافة لاتحاد رجال الاعمال، حيث بحث الاجتماع مسألة تشكيل اللجان الخاصة بالملتقى، وعرض خلاله المشروعات التي سوف يتم تداولها بواسطة لجان الملتقى السوداني السعودي المشترك الذي تقرر عقده بشكل مبدئي خلال هذا الشهر .
وقدم الدكتور الهادي تنويرا شاملا للإجتماع، بخصوص حزمة المشروعات التي عرضها وفد السودان برئاسة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل ابراهيم الذي زار المملكة في الاونة الأخيرة على الجانب السعودي، والتي اشتملت على تطوير المواني، إضافة لحزم إستثمارية أخرى، من بينها مشروعات زراعية، وذلك انطلاقا من التأكيد على متانة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، والتى تحظى باهتمام رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وفقا لما أكده الوزير الهادي في ذات الاجتماع .
وكان وزير الاستثمار قد وصف في تصريحات صحفية الاجتماع التحضيري بإنه كان مميزا، وخلص إلي تكوين لجان مساعدة ثلاثة شملت لجنة تحضير مالية ، ولجنة للمشروعات العليا المقترحة ،ولجنة تنظيم سير الأداء.
واكد الوزير ان من بين المشروعات المقترحة التي سيقدمها الجانب السوداني للملتقى تأهيل وتوسعة وصيانة شبكة الطرق، التي ستربط بين السودان وكل من تشاد وافريقيا الوسطى، إضافة الى مشروعات مقترحة أخرى، تعمل على الربط بين محور طرق شمال إفريقيا والتي تمتد تربط شمال القارة وجنوبها في جمهورية جنوب افريقيا اضافة الى إعادة تأهيل مشروعات خطوط السكك الحديدية.
وقال الوزير ان السودان مهتم بمشروعات طرق أعالى عطبرة، والتي ستسهم في فك اختناقات المرور، إضافة الى أنها تعد ذات عائد اقتصادي كبير مشيرا الى ان الوفد السعودي ستأتي في معيته 40 شركة سعودية عملاقة من بينها شركة " أرامكو " عملاق الاقتصاد السعودي موضحا انه لأول مرة تطرح هذه الشركات مسألة انشاء شراكات مع القطاعات الاستثمارية السودانية .
تبقى القول ان السودان اعد العدة لعقد إجتماعات الملتقى " السوداني السعودي" بوصفه بلد مغاير لا يستجدي الهبات، بل بلد يقدم ما لديه من امكانية مشروعات استثمارية ضخمة، بعد ان تجاوز مرحلة العزلة الدولية ،بأفاق سياسية رحبة،وأبعاد اقتصادية مشبعة بروح المشاركة، ما بين القطاعين العام والخاص.
المصدر: سونا