تعيش الخرطوم التي أرهقتها الحرب، أزمات متتالية، فبعد خروج معظم المسشفيات عن الخدمة باتت المخابز هي الأخرى بانتظر التوقف عن العمل، بعد أسبوع على انقطاع الكهرباء المتكرر، ونقص الحصص من الدقيق.
الوضع الكارثي الذي يعيشه السودانيون مع استمرار الحرب واشتداد وتيرتها وخاصة بعد انهيار الهدنة، دفع الاقتصاد المتأزم أساساً نحو مزيد من الانهيار في السودان عموماً، وفي الخرطوم أكثر بروزاً لأن المعارك تتركز فيها
ومع المعارك اشتدت الأزمة المعيشية، وأحكمت حلقاتها على حياة المواطنين، ما زاد من ضبابية المشهد، وأربك خطط كثيرين، لاسيما بعد دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الثاني، وتفاقم حدة الأوضاع الإنسانية.فاتسعت أزمة الخبز في مدن العاصمة الثلاث بشكل كبير نتيجة انعدام حصص الدقيق والغاز ومدخلات الإنتاج من خميرة وغيرها، في وقت فشلت مساعي المنظمات الدولية في إغاثة السكان الموجودين في الخرطوم، حتى أيام الهدنة، ووصول كميات كبيرة من مواد الإغاثة والمعونات إلى مدينة بورتسودان.
ولم يجد أغلبية المواطنين، خياراً سوى الوقوف والانتظار لساعات طويلة للحصول على قطعة خبز في العاصمة.فالطوابير الطويلة تصطف أمام المخابز منذ الصباح، وحتى الظهيرة، للحصول على الخبز، فتضيف للمواطنين متاعب جديدة، فانتظار الخبز، في ظل ظروف الحرب، يعرض حياة الناس إلى الخطر، ناهيك عن أزمة الدقيق على الرغم من إنكار السلطات وجود أزمة.
ويخشى مواطنون سودانيون من تفاقم الأزمة، ومعاناة الناس في حال استمرار الاشتباكات المسلحة، خاصة بعد توقف عدد من المصانع وتعرض أخرى للنهب.وهناك نقص في المعروض وارتفاع في السعر، ونقص في الوزن، كما يقولون أرهقت طوابير الخبز سكان مدينة أم درمان،
وبدأ مشهد الصفوف الطويلة وسط مخاوف من استفحال الأزمة خلال الأيام المقبلة.المتحدث باسم تجمع أصحاب المخابز في ولاية الخرطوم
عصام عكاشة يرى أن «أزمة الخبز لها مبررات وأسباب منها الانقطاع التام لغاز الطهي في العاصمة، وعدم وجود إمداد إلى جانب النقص الحاد في الدقيق، خصوصاً بعد توقف الشركة الوحيدة التي تقدم الإمداد منذ أسبوع عقب استهدافها من قبل قوات الدعم السريع
فضلاً عن تعرض شركتين أخريين للنهب والسلب، علاوة على تعليق شركة ثالثة لأعمالها منذ بداية الحرب».ووصف عكاشة الأزمات بالكارثية، مما يؤثر في قطاع صناعة الخبز وينعكس على الوضع المعيشي للمواطن بشكل مباشر.
ورسم المتحدث باسم تجمع أصحاب المخابز صورة قاتمة لمستقبل الصناعة في السودان إثر استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، منوهاً بأن «كل الدقيق يأتي من ولاية الجزيرة جنوب العاصمة وقد توقف حالياً، مما يهدد القطاع بالتوقف عن العمل».
وتوقع عكاشة خروج المخابز كافة في العاصمة الخرطوم من الخدمة خلال الفترة المقبلة إذا استمرت الحرب أسبوعاً آخر.
ولم يكن حال أصحاب المخابز أفضل، إذ أغلقت أبواب بعضها وشكا آخرون من ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وأزمة العمالة. كما أن مدخلات الإنتاج غير متوافرة في الأسواق، لاسيما غاز الطهي، والخميرة والمحسنات، وحصص الدقيق في الوقت الحالي ضئيلة مع ظهور انقطاع الكهرباء فترات طويلة، ما يجعل الازمة قابلة للتفاقم.
المصدر: وكالات