صحيفة اللحظة:
أعلن أمين عام "حزب الله" وبشكل رسمي خلال مراسم إحياء العاشر من محرم، اليوم الخميس، أن سفينة إيرانية محملة بالمشتقات النفطية ستبحر خلال ساعات الى لبنان، معتبراً أن مجرد وصول السفينة الإيرانية الى مياه البحر المتوسط تعتبر أنها داخل الأراضي اللبنانية.
في أول رد فعل على كلام نصرالله تساءل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان له "هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟".
وأشار الحريري إلى أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى.
تأتي هذه الخطوة، بحسب مقربين من "حزب الله" في "إطار الدعم الإيراني للبنان الذي يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية"، إلا أن تداعياته ومخاطره قد تكون كبيرة على البلاد.
الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي خالد أبو شقرا، يقول لـ"سبوتنيك" إن إعلان أمين عام "حزب الله" أن سفن المساعدات الإيرانية تحركت باتجاه لبنان يطرح تساؤلات لا يمكن إعطاء أجوبة عليها، إيران عليها عقوبات وبالتالي ممنوع أن تصدر نفطها وممنوع على أي دولة أن تستورد منها النفط، والدولة التي تستورد منها النفط تتعرض للعقوبات، ولا يمكن التفريغ بمنشآت الدولة اللبنانية في الزهراني ودير عمار لأنه يلحق عقوبات على كل الدولة ويزيد عزلة لبنان وبالتالي يقطع عنه كل المساعدات الخارجية تحديداً من الدول الأوروبية ويفشل أي أمل في بالمستقبل للدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغيرها من الجهات الدولية للحصول على المساعدات الضرورية للبنان".
وأضاف: "أما في حال وصول هذه السفينة على موانئ الشركات الخاصة وتم تفريغها فإن أي شركة ستفرغ فيها ستتعرض لعقوبات ولا أعتقد أن أي من الشركات النفطية الموجودة في لبنان لديها القدرة أو مستعدة أن يفرض عليها عقوبات لتفريغ سفن للحزب".
كما أوضح أبو شقرا أن "تقنية التفريغ ما زالت مبهمة إلا أن الأكيد أنه إذا حصلت فإنها خطرة جداً من كل النواحي وستفشل أي أمل بأي مساعدات مفاوضات مع الجهات الدولية للخروج من المأزق الاقتصادي وبالتالي لبنان سيكون محكوم بمحور إيران عراق اليمن وغيرها من الدول الشبيهة بها مثل فنزويلا وكوريا وغيرها".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، لـ"سبوتنيك" إن "ما أعلنه أمين عام "حزب الله" في ذكرى عاشوراء هو تأكيد للوعد الذي قطعه قبل حوالي الشهر ونصف بأنه سيبدأ باستيراد الوقود لتأمين حاجات لبنان الأساسية، طبعاً هناك احتمال ومخاطر أن تقوم إسرائيل بقصف هذه السفن أو إذا كانت عن طريق البر، لذلك أظن أن ما أعلنه أيضاً من أي تهديد سيتم التعاطي معه بجدية واعتبار أن هذه السفن أرض لبنانية لتأكيد المساعدة".
أما على الصعيد الداخلي، فأشار قصير إلى أن "هذا القرار وفي حال انطلق وبدأ تنفيذه سيكون تحدياً لجميع المسؤولين والمعنيين في لبنان من أجل الإسراع بمعالجة أزمة النفط، وطبعاً الولايات المتحدة الأمريكية تضع عقوبات على "حزب الله" وعلى مؤسساته، وحسب معلوماتي فإن التوزيع سيتم عبر مؤسسات تابعة للحزب تجنباً لأي تداعيات أو عقوبات أمريكية جديدة على أي مؤسسة أو جهة لبنانية رسمية أو خاصة". لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستشكل دافعاً للجميع لمساعدة الشعب اللبناني.
وأوضح أن "المواقف اللبنانية معروفة سواء ممن يوافق أو يعترض على أداء "حزب الله"، المهم الآن أن الشعب اللبناني بحاجة للمساعدات والدعم سواء من إيران أو أمريكا أو السعودية أو تركيا أو من أي دولة، هذا الأمر سيكون حافزاً للجميع وسبق أن اقترحت أن يقوم اتحاد البلديات في كل منطقة ومحافظة من أجل الدعوة لمساعدة الشعب اللبناني لأن معاناة الشعب اللبناني قاسية جداً على مستوى الدواء والكهرباء والبنزين والمواد الغذائية، هناك حاجات أساسية يحتاجها الشعب اللبناني وإذا كان هناك خلاف وبعض القوى السياسية تعترض على الإتيان بمساعدات من إيران فلتعمل للإتيان بمساعدات من الدول التي تتعاون معها أما ترك الشعب اللبناني يجوع ويعيش المخاطر والمصاعب فهذا غير مقبول".
كذلك شدد قصير على أن "الاتفاق على تشكيل حكومة من الممكن أن تكون بداية لمعالجة الأزمة، لبنان يحتاج إلى خطة إصلاحية كاملة، واستيراد البنزين من إيران لا يحل المشكلة كلياً لأنه مهما بلغت كميات البنزين المستورد قد لا تستطيع أن تلبي حاجات الشعب اللبناني سواء من البنزين أو الفيول أو المازوت لكنها على الأقل ستشكل تحدياً للجميع للمسارعة في دعم الشعب اللبناني".