صحيفة اللحظة:
رسم مزارعون ومهتمون بالشأن الزراعي في البلاد صورة محبطة وغاتمة للموسم الزراعي الصيفي وقال المزارع احمد بابكر الأمين العام لتجمع مزارعي الجزيرة والمناقل أن التحضيرات للموسم الصيفي لاتتعدى 3٪
واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان اي مزارع يقرر الزراعة الآن هي بمثابة قفزة في الظلام موضحا ان محاصيل العروة الصيفية والشتوية للعام السابق مازالت بطرف المزارعين وليس هنالك أي التزام من الدولة رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المزارعين في الموسم السابق
مبينا ان هنالك أخطاء حكومية جسيمة أدت لتدني انتاجية القمح للموسم الشتوي الماضي بالاضافة الى عدم التزام الدولة الأسعار التأشيرية للقمح والقطن وعدم حفر قنوات الري وتوفير المدخلات في مواعيدها وتأخر الاسمدة واصفا ماحدث في الموسم الماضي بالكارثة التي يجب أن تتحملها الحكومة الانتقالية
مضيفا ان المزارعين الان يعانون في سداد ديون البنك الزراعي ويبيعون القمح بأقل من 30 ألف جنيه في حين ان السعر التاشيري للدولة 43 الف جنيه ، واشار الى تهرب الدولة في استلام القطن والقمح من المزارعين
وقال ان السبب الرئيسي لما يحدث الان هي سياسات الدولة وزارة المالية التي فرضت علينا روشتة البنك الدولي ورفع الدعم الذي انتهجته الحكومة الانتقالية وأضاف كنا نشتري برميل الجازولين ب 900 جنيه اليوم بـ 180 ألف جنيه مشيرا الى حديث وزير المالية الذ قال ان رفع الدعم يتوجه لدعم المدخلات لكن ذلك لم يحدث مبينا ان تكاليف الزراعة ارتفعت بصورة كبيرة وتدني كبير في إنتاج الفدان
واوضح اذا استمر الوضع بهذه الصورة لن تكون هناك زراعة ويهاجر كل مزارعي الجزيرة للخرطوم لممارسة الأعمال الهامشية مبينا ان مشروع الجزيرة اصبح من اكبر المشاريع التي تروى بالطلمبات بعد ان كان من اكبر المشاريع المروية انسيابيا ، مشيرا الى توقف تمويل البنك الزراعي لمدخلات الانتاج منذ 5 سنوات وبين ان البنك على شفا الافلاس وقال أن الزراعة نشاط اقتصادي يجب ابعادها تماما عن السياسة .
فيما أوضح المزارع بالقطاع المطري بمحلية الدالي والمزموم بولاية سنار الجيلي الشيخ البشير ان الموسم الزراعي الماضي كان به عدد من الكوارث الطبيعية والحكومية وتاخر التمويل وارتفاع أسعار الجازولين بأسعار خرافية بسبب رفع الدعم
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان معظم المزارعين مدينون للبنك الزراعي وبعضهم ترك زراعته للمواشي بسبب ارتفاع تكاليف الحصاد وقلة الأمطار وقال ان التحضير للموسم الصيفي " زيرو " بسبب التكاليف العالية وضعف الإنتاج في الموسم السابق والمديونيات كبيرة للمزارعين موضحا ان 90٪ من المزارعين معسرين وقال الجيلي أنه لن يزرع هذا الموسم اذا لم يتوفر الجازولين وتتم جدولة الديون من البنك الزراعي .
وقال الأستاذ صالح محمد صالح مدير ادارة التمويل بالبنك الزراعي أن البنك قائم على أسس صلبة جدا ويتبع سياسات مميزة رغم قلة الموارد موضحا ان إمكانيات البنك الزراعي قلت بسبب التضخم وشح الموارد وبلغت نسبة التعثر داخل البنك أكثر من 40٪ مقارنة بـ 2.6٪ العام الماضي
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان هنالك خلل في التمويل داخل البنك الزراعي بسبب التضخم حيث كان تمويل الموسم الزراعي 2016 حوالي 5 مليار جنيه فقط لمساحات 8 مليون فدان موسم 2018 حوالي 11 مليار جنيه وفي موسم 2019 وصل الى 19 مليار جنيه بينما قفز التمويل في موسم 2021م الى 90 مليار جنيه كل ذلك بسبب التضخم الذي تعاني منه البلاد وتوقع أن تمويل الموسم الزراعي القادم قد يحتاج الى 214 ـ 220 مليار جنيه سوداني
مبينا ان المساحة التاشيرية لوزارة الزراعة حوالي 63 مليون فدان البنك الزراعي يمول 8 مليون فدان فقط وأقر بتوقف تمويل مدخلات الانتاج بسبب التضخم وقال اذا مولنا مزارع لشراء تراكتور لمدة 5 سنوات عند ارجاع التمويل للبنك القروش ما تشتري عجلة تراكتور مؤكدا ان راس مال البنك الزراعي حاليا 8 مليار موضحا ان الدولة ال…