الرئيسية » الاقتصاد » السودان من أكثر الدول تضررا من وقف تصدير الحبوب من أوكرانيا

السودان من أكثر الدول تضررا من وقف تصدير الحبوب من أوكرانيا

اوكرانيا1

صحيفة اللحظة:
تمثل قدرة أوكرانيا على تصدير حبوبها الغذائية بسلاسة وأمان عاملا مهما من عوامل استقرار أسواق الغذاء العالمية، حيث توفر أوكرانيا أكثر من 40 في المئة من زيت عباد الشمس في العالم، وما يقرب من 20 في المئة من صادرات الذرة العالمية، و10 في المئة من إمدادات تصدير القمح العالمية، وفقا لمجلة فورين بوليسي .
ويقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أزمة الغذاء العالمية التي غذاها الغزو الروسي لأوكرانيا ستدفع نحو 47 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إلى "الجوع الحاد" إذا استمرت بلا هوادة.

وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن الدفعة الأولى من الحبوب من ميناء أوكراني على البحر الأسود يمكن أن تشحن في أقرب وقت ممكن، الجمعة المقبل.

وهذه الشحنة هي واحدة من أولى الشحنات من نوعها منذ أن بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير الماضي، وتعد – وفقا للمجلة – "حالة اختبار حاسمة لاتفاق دبلوماسي نادر في خضم الحرب في أوكرانيا للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية".

"شيطان التفاصيل"

وقال، مارتن غريفيث، مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة إن شحنة حبوب تستعد للانطلاق من أحد موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لكنه حذر من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل" وإن على الأمم المتحدة المساعدة في تحديد إحداثيات دقيقة لممر آمن من الساحل الأوكراني الذي مزقته الحرب.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في حديث لوسائل الإعلام، الجمعة، إنه تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وحثه على الوفاء بالتزامات الاتفاق بشأن شحنات الحبوب.

وقال إن "العالم بأسره … يبحث عن إنهاء الحصار المفروض على ميناء أوديسا من قبل روسيا التي حرمت الكثير من الناس من الطعام الذي يحتاجونه ويعتمدون عليه".

ويمثل الاتفاق الهش لشحنات الحبوب الذي اتفقت عليه روسيا وأوكرانيا أواخر الأسبوع الماضي في محادثات توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا أول انفراجة دبلوماسية في الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر ويقدم أول بصيص أمل لمسؤولي الشؤون الإنسانية الذين يتدافعون لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.

وفي حال نجاحه، من المتوقع أيضا أن يخفف الاتفاق الضغط على المزارعين الأوكرانيين، الذين كان العديد منهم يتلقون عروضا منخفضة بشكل غير عادي لمحاصيلهم وكانوا على وشك الإفلاس، وفقا للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI).

ونقلت فورين بوليسي عن جوزيف جلوبر، الزميل في المعهد وكبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأميركية، قوله "لقد كانت هذه واحدة من المشاكل الكبيرة منذ بداية الحرب"، مضيفا أن "أي نوع من التحرك لإعادة فتح هذه الموانئ سيكون نعمة للعالم".

وكانت أول سفينة شحن – وهي بولارنت المسجلة في تركيا، راسية في ميناء تشورنومورسك الأوكراني – تنتظر الجمعة معلومات حول ما إذا كان لديها ممر آمن للخروج من الميناء وعبر البحر الأسود.

وقال مسؤولون إنه إذا نجحت بولارنت فإن 17 سفينة أخرى تحمل نحو 660 ألف طن من البضائع قد تتبعها بعد فترة وجيزة.

شبكة الألغام

وسيتعين على أي سفينة أن تمر عبر ممرات مسلحة وملغومة بشدة من ساحل البحر الأسود في أوكرانيا وإلى وجهاتها النهائية.

وتحتاج شركات الشحن التجاري وشركات التأمين التابعة لها إلى ممر آمن مضمون حتى يصبح طريق الشحن قابلا للمرور، وقال مسؤولون بحريون دوليون إن إزالة الألغام بالكامل من حول الموانئ الأوكرانية قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر، وهذا ممكن فقط إذا لم يكن هناك قتال أو ضربات بالقرب من الموانئ نفسها يمكن أن تعطل عمليات إزالة الألغام.

ثم هناك مسألة ما إذا كانت روسيا ستفي بوعدها وتمتنع عن استهداف سفن الشحن التجارية أو تكثيف الضربات على المدن الساحلية الأوكرانية.

واتهمت كييف موسكو بتسهيل شحن الشعير الأوكراني المسروق إلى حليفتها في الشرق الأوسط سوريا على متن سفينة شحن سورية تخضع لعقوبات من الولايات المتحدة.

وبعد يوم واحد من توقيع روسيا وأوكرانيا على الاتفاق، شنت القوات الروسية ضربة على مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية الرئيسية. ويعتقد المسؤولون الغربيون أيضا أن الهدف الرئيسي التالي لروسيا في الحرب سيكون محاولة الاستيلاء على أوديسا في أقرب وقت ممكن في أوائل العام المقبل.

ونقلت المجلة عن أوزغور أونلوهيسارسيكلي، مدير مكتب مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني في أنقرة، قوله إنه "لا يوجد شيء يحمي السفن التجارية باستثناء النوايا الحسنة التي نتوقعها من روسيا، والتي لا يمكن الاعتماد عليها دائما"، مضيفا أن "الأجزاء المتعلقة بإنشاء ممر خال من الألغام غامضة للغاية في الاتفاق".

ومع ذلك، لا يزال مسؤولو الأمم المتحدة وخبراؤها الذين يتتبعون الصفقة يأملون في أنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف الضغوط في سوق تعاني بالفعل من جائحة كوفيد-19.

وتحصل أوكرانيا على شرايين الحياة الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها من صفقات التصدير وتفريغ مستودعاتها استعدادا للحصاد القادم.

وفي الوقت نفسه، يمكن لروسيا استخدام الاتفاق لدرء الانتقادات المتزايدة بأنها مسؤولة بشكل مباشر عن أزمة الغذاء العالمية، وخاصة من الدول النامية التي تحاول كسب التأييد لها لصد الجهود الغربية لعزل موسكو تماما على الساحة الدولية.

كما أن كبار مسؤولي الأمم المتحدة ليس لديهم سوى القليل من الخيارات الأخرى، على الأقل على المدى القصير، بديلا عن الاعتماد على صفقة الحبوب.

وواجهت الدول الأفريقية ارتفاعا مؤلما بنسبة 45 في المئة في أسعار القمح بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وفقا لبنك التنمية الأفريقي.

وفي مصر والسودان، اللتين تعتمدان بشكل كبير على واردات الحبوب، أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى موجات جديدة من انعدام الأمن الغذائي والاضطرابات في البلدين. ويستورد اليمن الذي مزقته الصراعات أكثر من 40 بالمئة من قمحه من أوكرانيا، وكان يعاني بالفعل من مجاعة تلوح في الأفق قبل اندلاع الحرب في أوروبا الشرقية.