دعا الدكتور صدقي كبلو الخبير الاقتصادي، إلى التعامل مع قضية القروض بجدية واستخدامها، في إطار مشروعات التنمية، لتحقيق الفوائد المرجوة منها وإمكانية تسديد أقساط عائدات أرباحها وأصولها كاملة في موعدها.
وقال في حوار مطول أجرته معه وكالة السودان للأنباء (سونا) عقب إنعقاد مؤتمر باريس لدعم السودان ينشر لاحقاً “يجب الإستفادة من ثنائية التعامل بين البلدان في جلب التمويل.
وأعاد للأذهان تجارب دكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق في هذا الخصوص الداعية الى تفعيل دور الدبلوماسية الداعمة للاقتصاد من أجل العمل على إنشاء مشروعات التنمية الاقتصادية، ودفع عجلة الإقتصاد الوطني إلى الأمام.
ودعا الى الاستفادة من ” تجربة السودان في التعامل مع مسألة القروض بجدية، محذراً من العودة للمربع الأول من فخ الديون، مشيراً الى أن أول قرض تلقاه السودان كان لبناء خزان سنار، وتسطيح أرض الجزيرة والقنوات، مؤكداً أن هذه القروض الثلاثة تم دفعها مع بداية الستينات تماماً،لأن كل قرض قد أدخل في عملية الإنتاج وتم دفع أقساطه وأرباحه إلى أن إنتهى سداده تماماً “.
وتابع ” أنه حين إستلام القرض يجب أن توضح الشروط التي من أجلها أخذ وهل هناك إمكانية للإستفادة منه في زيادة الإنتاج ،أو في تحسين الإقتصاد، مؤكداً ضرورة أن توفير خدمة لهذا الغرض من العائدات المباشرة وغير المباشرة للعملية الإقتصادية، بما يمكن من تسديد الدفعات في مواعيدها، تسديد فوائد القرض.
وحذر كبلو خطورة الإبقاء على عملية إلغاء الديون في إطار عملية إعادة الجدولة كونها عودة لنفس فخ الديون من جديد، قائلاً” يجب دائماً عند التفكير في الإقتراض أن يتم التفكير في جدوى القرض الإقتصادية، والقدرة على دفع السداد،ومساهمة هذا القرض في بناء أصول.
ونبه إلى أن أحد مشاكل تراكم القروض ، هي أن نظام الإنقاذ أوقف الدفع مرة واحدة وباع الأصول التي تمثل هذه القروض للقطاع الخاص، ولم يسدد بثمنها أصول الديون، ولا فوائدها، فضاعف من تراكم الفوائد وأصولها حتى بلغت الديون 60 مليار دولار في حين أن أصلها لا يزيد عن 17 مليار دولار، مبيناً أن فرنسا أكبر الدول الغربية ديناً على السودان لا يتجاوز دينها الخمسة مليار، وإن أصل دينها مبلغ بسيط جداً.
وأبان أن بولندا، وأسبانيا،تراكم فوائد الديون لديها على السودان هو الذي ضاعف من حجمها، مشيراً إلى أن أكبر دولة مدينة للسودان هي الكويت، حيث يبلغ دينها تسعة مليار دولار.
المصدر: سونا