رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يواجه حملة منظمة منذ ان تولى رئاسة مجلس الوزراء ،لا ادري لماذا كل هذا الكره عليه؟ لماذا لم يوجه هذا الكره للفريق اول ركن البرهان ،او الفريق اول حميدتى؟ هل يحكم عبدالله حمدوك الحكومة الانتقالية لوحده ولماذا لا يوجه الانتقاد الى كل الوزراء او منسوبى المجلس العسكرى، ما الذي جناه حمدوك حتى يواجه بهذه الحملة الشرسة التي تستهدف شخصه.
الم يتم الاتفاق عليه من قبل الجماهير، الم تذهب حكومه الانقاذ السابقة وتدعوه ليتولى حقيبة المالية لماذا انقلب عليه منسوبيها من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى،ان الدكتور حمدوك ولما يتمتع به من صبر وعدم الالتفات الى صغائر الأمور هي التي أغاظت دعاة تلك الكراهية،ان الدكتور حمدوك قال أنه جاء لخدمة البلاد ولن يلتفت الى صغائر الامور وسيعمل من أجل رفعته.
فقد استطاع خلال فترة وجيزة ان يرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كما استطاع ان يعفى ديون السودان من خلال مؤتمر باريس ،لقد وجد الدكتور اجماع عالمى نظرا للجهود التي يقوم بها من أجل البلاد فأصبح السودان الان منفتحا على العالم الخارجى.. ولكن قد يقول قائل بأنه لم يستطيع ان يقدم أي حل داخلي يتعلق بمعاش الناس أو حل مشكلة الكهرباء او الطرق او المياه ولكن اجاباته التى كان يرددها واحدة فى كثير من المؤتمرات بأنهم وجدوا تركة مثقلة من النظام السابق وحلها يحتاج إلى الوقت، فالشعب الذي صبر على نظام الانقاذ فى بدايته اقسى من الحالة التي نعيش فيها الآن.
لقد انعدمت فترة الانقاذ كل السلع الضرورية والرغيف كان يمنح عبر البطاقة التموينية حتى السكر والسجائر كلها كانت تمنح عبر البطاقة ،فالان السلع متوفرة ولكن صحيح الاسعار ليست فى استطاعة المواطنين فالمواطن لو اجتهد ووفرت له الدولة المعينات اللازمة للعمل يمكن ان تنهض خلال فترة وجيزة فانظروا الى مناطق دارفور وكردفان والنيل الازرق وما بها من خيرات فإذا عبدت الدولة الطرق لنقل الإنتاج الوفير بتلك المناطق لاستطعنا ان نجنى عملات حرة من خلال التصدير ،ان مشكلتنا ليست فى حمدوك ولا فى الحكومة الانتقالية.
ولكن مشكلتنا فى المواطن الذى هجر مناطق الإنتاج وجاء الى العاصمة لبيع المناديل والموية،ان ارض السودان يمكنها ان تغذي العالم بكل المنتجات الزراعية والحيوانية ولكن استسهل المواطن الحياة السهلة مما جعل الانتاج قليلا غالى الثمن، إن الحملة التى نلاحظها الآن من قبل النظام السابق على الدكتور حمدوك لا مبرر لها وحمدوك يعمل وفق منظومة تعمل مع بعضها البعض سواء فى مجلس الوزراء او مع العسكر.
لذا فإذا وجه اى اخفاق الى هذه الحكومة يجب ان يوجه الى الجميع وليس لشخص واحد ،لقد عملت بعض الجهات على اثارة الفتنة بين الحكومة ووزير الصحة السابق اكرم التوم واشتدت الحملة ضده حتى غادر الوزارة ،وكذا الحال واجهه دكتور ابراهيم البدوى وزير المالية نفس الحملة حتى جعلته يدفع باستقالته ولكن الدكتور حمدوك فقد حصنه المولى بقوة احتمال غير عادية جعلته يتحمل كل الضربات من اليمين أو اليسار سائرا في طريقه نحو الإصلاح.
ولاندرى لماذا لم تشن نفس الحملة على وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم الذى وافق على رفع الدعم عن المحروقات وارتفع جالون البنزين الى( ١٤٤٠ )جنيها والغاز الى ألف جنيه والطماطم الى (٧٠٠) جنيه والسكر الى اكثر من ١٤ الف جنيه للجوال ،بل ارتفعت كل أنواع السلع الاستهلاكية إلى أرقام فلكية ، ألم يكن دكتور جبريل وزيرا اهم وزير فى تلك الحكومة.. ام لان الدكتور جبريل ينتمي الى الحركة الاسلامية ويجد الدعم والمساندة من قبل منسوبيها، ان الكراهية ضد الدكتور حمدوك لا مبرر لها فحمدوك جاءت به الثورة فان رات ان تزيله بامكانها وليست جعجعة اولئك مثيري الفتن والصغائن،فامضى يا حمدوك فى مسيرتك فالله يحفظك لهذا الوطن .