الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: لماذا الحرب في دارفور؟!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: لماذا الحرب في دارفور؟!

صلاح حبيب

اندلعت المعارك أمس الأول بمدينة الجنينة دون أن تكون هناك أسباب لتجدد الصراعات بين تلك القبائل المتناحرة. 

إن الحرب التي تتجدد بولايات دارفور تجعل المواطن يتساءل لماذا دارفور؟ وهل من أصابع خفية تريد أن تؤجج الصراع بين القبائل المختلفة كما اندلعت المعارك منذ سنوات سابقة بين (العرب والزرقة) كما قيل، مات جراءها العشرات من المواطنين بالجنينة وكانت الأسلحة الخفيفة والثقيلة داخل الميدان وظل حملة السلاح يتنقلون من منطقة إلى أخرى وهم يحملون تلك الأسلحة وكأنهم في معركة مع أعداء آخرين عكس المعارك التي تساق ضد الوطن حينها كل سوداني يخرج للدفاع عن وطنه وعرضه. 

لقد شاهدت العديد من الفيديوهات التي تم تصويرها وحملة السلاح يتكلمون مع بعضهم البعض مطالبين بتأديب أولئك ولاندري من هم الذين يحاولون تأديبهم؟ 

إن ولايات دارفور كانت محفوظة بالقرآن وأهلها من حفظة القرآن، فكيف يتجرأون اليوم على قتل بني جلدتهم دون أن يرمش لهم جفن. 

إن الحرب القائمة الآن كان يتوقع اندلاعها في أية لحظة خاصة أن شيوخ دارفور الذين كانوا بالمعسكرات طالبوا بعدم خروج بعثة الأمم المتحدة من دارفور وهذا يعني أن الكل كان يتربص بالآخر والحرب القائمة اليوم لن تنطفئ ببن يوم وليلة، فهي حرب ضغائن كما سمعنا وشاهدنا الفيديوهات التي بثت أثناء المعارك. 

إن الدولة غائبة تماماً عما يجري في دارفور والذين يموتون من الطرفين في دارفور هم أهلنا،  لذلك لابد من توفير الحماية لهم قبل أن تسري الحرب من منطقة إلى أخرى كما تسري النار في الهشيم. 

إن حكام الولايات لابد أن يقوموا بدورهم كاملًا من داخل ولاياتهم، فالبقاء بالخرطوم ومحاولة إدارة الولاية (بالريموت كنترول) لن ينفع، لابد أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، إن سلام جوبا جاء لحقن الدماء وحل مشاكل الأهل بولايات دارفور المختلفة ولم يأت ليكون ( زيد أو عبيد) وزيرا فقط بالخرطوم ومن ثم يقوم بترحيل كل أسرته ( ولايات دارفور). 

إن سلام دارفور وقع لمعالجة قضايا الهامش التي أثارها أبناء دارفور أنفسهم ويجب أن تقوم لجنة الدفاع والأمن باتخاذ الإجراءات الحاسمة لإعادة هيبة الدولة بالولاية أو المركز لأن الذى يجرى الآن بالجنينة إن لم يحسم بالقوة، فإن هيبة الدولة ستضيع في ظل هذا الصراع مع حملة الأسلحة الثقيلة والقانون هو الوحيد الذي يعيد الأوضاع إلى نصابها، كل من قتل أو نهب أو سلب أو تعدى على الآخر لابد أن يطاله القانون الرادع ولكن لو ظلت الدولة في حالها، فإن الحرب ستصل إلى الخرطوم، لأن الصراعات بين القبائل لم يكن محلها الجنينة أو زالنجي أو سرف أو غيرها من المناطق والصراعات بين القبائل لن تحدها حدود وطالما الصراع مع هذا أو ذاك ستتواصل حتى تصل إلى الشخص المعني بالصراع. 

في فترة الإنقاذ قامت حرب ضروس راح ضحيتها الآلاف من أبناء قبائل تلك المناطق حتى اتهمت الإنقاذ بأنها سبب ذاك الصراع وأنها عملت على الإبادة الجماعية ولكن ما نراه اليوم والأمس هو صراع ممتد لعشرات السنين بين تلك القبائل وجرت مصالحات وديات ولكنها لم توقف تلك الحرب. 

كما لاحظنا الأيام الماضية كيف اشتد الصراع بين معظم قبائل دارفور ولاندري لماذا الصراع في مناطق ولايات دارفور بالذات، هل هناك جهات لاتريد الاستقرار لهذا الوطن؟ هل هناك جهات لها مصلحة في استمرار الحرب حتى ولو امتدت لمائة سنة؟ وهذا يعني أن هناك أشياء خفية ويتم تنفيذها بواسطة آخرين كما جرى للإخوة في جنوب السودان الذين طالبوا بالاستقلال وكذلك فصله، الآن تلعب تلك الجهات مع آخرين من أجل مصالحها وبالفعل تم تغييب المواطن الجنوبي البسيط الذي كان يحلم بالعيش الكريم في دولته الوليدة ولكن عاد آلاف منهم إلى دولة الشمال، طالبين الأمن والسلام والاستقرار، وها هي تلك الجهة تريد أن تفعل مافعلته مع أهلنا في دولة الجنوب لفصل إقليم دارفور الغني بالمعادن والبترول والفاكهة، لذا بين الفينة والأخرى تعمل على زعزعة الأمن بواحدة من الولايات أو المدن أو القرى الدارفورية. 

يجب على أهل دارفور والمستنيرين منهم تفويت تلك الفرصة على هؤلاء المتربصين والعمل على وحدة البلاد من أجل وطن آمن ومستقر يسع الجميع.