الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب] اه علي فراقك يا هاشم!!

ولنا رأي [صلاح حبيب] اه علي فراقك يا هاشم!!

صلاح حبيب2

غيب الموت واحد من أميز  الأقلام الصحفية المهنية واحد المدارس. الصحفية الملتزمة بالحياد وحب الوطن  الاستاذ الفاضل هاشم كرار الذى عرفناه بالاسم الثاني وليس الثلاثي كما تطالب بعض الجهات الرسمية بوضع الاسم الثلاثي او الرباعي
في العام ١٩٨٤ جئت الي الأيام متعاونا قبل ان يضع أسمى ضمن قائمة الصحفيين  الرسمين فكان الاستاذ هاشم ضمن كوكبة الأيام. المميزين وعلي راسهم. رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير الراحل حسن ساتى والأساتذة الراحل محى الدين تيتاوي واحمد البلال الطيب وفتح. الرحمن. النحاس ونجيب نورالدين ومصطفى أبو العزائم والراحل. عثمان عابدين واسامة سيد عبد العزيز وسامية عبدالرحمن وانعام. محمد الطيب وصباح ادم وعواطف صديق والراحل هاشم عثمان وغيرهم من كوكبة الأيام
كان الاستاذ هاشم يدخل مثل النسمة الي قسم الاخبار عائدا من القصر يحمل تصريحات المسؤولين وظل هكذا جذل العبارات أنيق الملبس هادئ الطبع لم تسمع  له صوت قهقهة كما الكثيرين من الصحفيين الذين تعلوا أصواتهم في  النقاشات المختلفة عرفته صديقا واخو اخوان لا ثغره  الدنيا ،بسيط في حياته بلا تكلف او مساحيق محل ما( تمسي ترسي) كان مع أبناء الحصاحيصا عثمان عابدين  ورسام الكاريكاتير بدر الدين وصديقه فتح  الرحمن  النحاس ابن مدنى السني وغيرهم من الصحفيين الذين ارتبطت بينه وبينهم  علاقة وثيقة حب الاطلاع والادب والثقافة  كان من المقربين للراحل حسن ساتي لأسلوبه المميز في  صياغة المادة، لم نعرف عنه الحقد او (الحفر) للزملاء كان في حاله يعشق العلاقات  الاجتماعية مع الكافة لم نعرف له لون سياسي كم الكثيرين من الصحفيين كان يعشق. مهنته كما يعشق الحصاحيصا وأهلها، تجده يشد لها  الراحل كثيرا 
في آخر أيام مايو  والانتفاضة الشعبية علي اشدها طلب منه أن يكتب مادة بأخيرة  صحيفة الأيام يمجد فيها مايو وهو الصحفي المهني الذى لم ينتم  لمايو  او أي حزب سياسي فكتب  المادة  ولكنها  لم تعجب المسؤولين  وقيل له انها لا تحمل  نفس مايو،
سقطت مايو وجاءت. الديمقراطية الثالثة وتعددت . الصحف. السياسية المختلفة واختير مديرا لتحرير صحيفة الجريدة لمالكها الراحل محمد احمد حسن جحا في إحدى الأيام قال لي ايه رايك نغترب فكان جادا رغم قلة حماسي. للاغتراب وأراد له المولي ان يستجب طلبه فحصل علي وظيفة بصحيفة الوطن  القطرية ولكنه ونظرا لمهنيته قدم احد. المحررين  خبرا ولكن  الإدارة اعتبرته ليس دقيقا فتحمل المسؤولية رغم انه لم يكن مسؤولا عنه
ونظرا لشجاعته منحته  إدارة الصحيفة حقوقه كاملة فعاد الى   السودان واشترى سيارة عمل  فيها سائق تاكسي ومن ثم عمل بصحيفة السياسة التي كان يمتلكها الدكتور خالد فرح وفي ظل  السياسة الحزبية المحمومة آنذاك  أراد الدكتور خالد فرح انشاء صحيفة أخرى لكن  للأسف ورغم الترويج لها وصدور العدد الأول الا ان العدد صدر مع انقلاب الإنقاذ
بعد الانقلاب كرر الراحل هاشم فكرة الاغتراب مرة أخرى فحصل علي عقد من صحيفة الوطن القطرية التي ظل فيها لفترة طويلة من الزمن ومن ثم طلب منه فتح مكتب لها بالخرطوم ليعمل مراسلا لها، ولكن لم يلبث زمنا طويلا بمكتبها فعاد مرة أخرى الى الدوحة التي احبها واحب أهلها وعشق صحفيها وكتابها وخلق علاقات مميزة مع معظم الإعلاميين والمسؤولين، اذكر  في العام ٢٠٠٠ جئت الي الدوحة بعد تم اختياري من قبل سفارتها بالخرطوم لتغطية المؤتمر الإسلامي الأول وقتها كنت جالس في حوار مع الإعلامية المميزة خديجة بن قنة فقلت لها دائما يذكر الاستاذ هاشم كرار وفي تلك اللحظة مر الراحل هاشم علي بهو الفندق فالتفت فقالت لي اهو هاشم كرار
لقد افتقدك الوسط الصحفي والإعلامي أخي هاشم فارقد  مرتاحا  في مقابر دوحة العرب تتنزل عليك شاييب الرحمة والمغفرة ونسأل الله أن يتغمدك برحمته الواسعة والبركة في رفيقة دربك والأبناء والعزاء لكل  الزملاء والأهل بالحصاحيصا .