الرئيسية » المقالات » ولنا رأي[صلاح حبيب]: هل يعمل الشعب على البناء ويترك الحكومة

ولنا رأي[صلاح حبيب]: هل يعمل الشعب على البناء ويترك الحكومة

صلاح حبيب

لم نستفد من كل المظاهرات التي خرجت بعد الحكومة الانتقالية. ففي كل مرة تأتي دعوة للتظاهر من أجل إصلاح مسار الثورة لكن للأسف تخرج المسيرات الهادرة ويعود الناس إلى منازلهم دون إن يتحقق شيء على ارض الواقع،فهل نستفيد من الدعوة للخروج يوم٣٠ يونيو الجاري في إصلاح حال البلد من خلال إزالة النفايات وزراعة الآلاف من الشتول (المنقة الجوافة والليمون).
هل تستفيد تلك القوى التى تدعو دائما الشباب إلى الخروج إلى الشارع من أجل وطن معافى ومن اجل البناء تطببقا وليس شعارا،ان الايادى الوطنية بامكانها ان تبنى سودانا جديدا خالى من كل أمراض الساسة ،على لجان المقاومة لجان الخدمات ان يعملوا بعيدا عن الحكومة طالما الحكومة لم تستجب لقضاياهم عليهم ان يحددوا وجهتهم اولا قبل الخروج، ان الطاقات الهائلة التى اقتلعت النظام السابق يمكنها ان تعمل المعجزات منها مقاطعة الاسواق والتجار وكل من يغالى فى الاسعار يمكنها أن تطلب من كل مواطن ان يزرع شتلة او اثنين امام بيته، ويمكن ان يقوم بعض طلبة الجامعات بتقديم الدروس لطلاب الاساس منهين ظاهرة الدروس الخصوصية التى ارهقت كاهل الاسر، ان يعمل كل فى حيه بازالة الانقاض والنفايات وتسوية الطرقات وإنشاء الميادين.
ليس من الصعب ان يقدم أولئك الشباب انجازا يضاف الى رصيدهم بدلا من الخروج فى مسيرات لاتقدم ولاتنفع،لقد شاهدنا الفترة الماضية سد الطرقات عبر صبية لا يتعدون العشرة سنوات من أعمارهم هل يمكن أن نتوارى خلف الستار وتدفع فلذة اكبادنا إلى الشارع وتعرضهم الى الرصاص او السياط،لقد انحرف البعض في الخروج الأخير بسبب زيادة المواد البترولية انحرفوا عن الثورة وسلميتها.. لقد دخل وسط المتظاهرين أصحاب الغرض فأصابوا الابرياء بالحجارة. وحطموا سياراتهم، هل الثورة قالت أتلفوا سيارات المواطنيين؟! ان القوى التي تقود الشارع الآن عليها أن تنسى الحكومة وأن تعمل عملا يضاف إلى رصيدها من خلال عمل ايجابيا ظاهر الى الجميع،ليس من الصعب أن تزال النفايات من الأحياء ومن الطرقات.
ليس من الصعب أن يزرع كل مواطن أمام بيته شجرة مثمرة.. ليس من الصعب ان يقاطع المواطنين ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية،ان ثورة ديسمبر المجيدة تعد من افضل الثورات ولكن للأسف لم تجد من يقودها ويوجهها الوجهة الصحيحة، لذا فان البعض نادم على خروجه من اجل التغيير، لقد خرج المواطن من اجل غد مشرق لكن للاسف استفاد من الثورة العائدون من فنادق العالم وعاشوا طوال تلك الفترة فى النعيم، جاءوا بعد الثورة( دارعين) شنطهم فى أكتافهم متشبهين بالمناضلين أمثال مانديلا وغاندي ونكروما وغيرهم من المناضلين الذين عملوا من اجل اسعاد شعوبهم،جاءوا، واستأثروا بكل الخيرات ولم يقدموا واحدا اجرم فى حق الشعب.
سكنوا المنازل الفخيمة وامتطوا السيارات الفارهة وتركوا الشباب الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة يتقلبون فى قبورهم ،لم نر مسؤول جاد طالب بمحاكمة مرتكبي فض القيادة العامة ولم نسمع مسؤولا طالب بمحاكمة مرتكبى مجزرة القيادة ولم نسمع بأنه سيقدم استقالنه،ان أنانية الحكام جعلتهم يفكرون في أنفسهم بدلا من التفكير فى هذا الشعب الغلبان، هل عجزت هذه الحكومة على حل مشكلة واحدة مثل الكهرباء او الرغيف.
هل عجزت الحكومة على توجيه المال لعلاج مشكلة الصحة؟هل عجزت الحكومة فى توفير المال اللازم لصيانة الطرق؟اين ذهبت كل تلك الأموال التى نسمع عنها ليل نهار؟،فى اى بند تم صرفها ،نسمع بالتريليونات ولكن لم نر لها أثرا فى حياة الناس لذا على لجان المقاومة والخدمات ان يتركوا الحكومة فى غيها وان يعمل الجميع يد واحدة فى ازالة الانقاض والنفايات وتسوية الطرق ومقاطعة الأسواق والمواصلات.
طالما الحكومة عاجزة عن الحل والإيفاء بمتطلبات ثورة ديسمبر المجيدة،سوف ترون بعد فترة وجيزة كيف تحول السودان وكيف تحولت المدن والقرى الى لوحات رائعة،اتركوا الحكومة فى حالها واستفيدوا من يوم الثلاثين من يونيو ووجهوه الوجهة الصحيحة بدلا من الخراب والدمار الذى يحدثه المتفلتين وأصحاب الغرض ..فوتوا الفرصة عليهم وحاولوا مدنكم الى جنان تنعموا فيها بالأمن والسلام والاستقرار