الرئيسية » المقالات » وطن النجوم[علي سلطان] متي نرفع راية وحدتنا ومجدنا؟

وطن النجوم[علي سلطان] متي نرفع راية وحدتنا ومجدنا؟

سلطان

لحظة. فارقة ورهق السنين

حانت لي لحظة فارقة ربما ادعي انني تأملت فيها شأن هذا الانسان وربما الإنسانية و(البمبان) يلعلع في سماء الخرطوم. فوجدت ان من بين كثير من غايات الشيطان لغواية بني الانسان ما يسعى اليه الشيطان من جند ابليس هو ارهاق النفس الإنسانية عاطفيا و رفع وتيرة هذه العاطفة نحو غاياتها في الحب والكراهية..

أي ان تكون مفرطا في الحب ومفرطا في الكره وما بينهما..! (أرايت من. اتخذ آلهة هواه، وكان امره فرطا) ..وذاك من اتخذ الهه هواه.. والهوى جامح ومستبد ومفرط. ووجدت ان تغذية تلك العاطفة في جنوحها حتى تتخذ شكل( الافراط) المتناهي تُغذى من منابع وموارد كثيرة.. تتاجج في النفس تلك المشاعر حبا وكراهية. والدراما من بين تلك الموارد التي تفجر تلك العواطف الجياشة هياما و وجدا وغراما وتثير الغرائز مغلفة بالحب الجارف..

و تثير الكراهية أيضا ..وجدت ان السينما والقنوات الفضائية ثم النت عبر الدراما (تراجيديا وملهاة) تعمق هذه العواطف وتزيدها اشتعالا عبر مسلسلات تطول حلقاتها حتى تكاد لاتنتهي، ويظل المتابعون اسرى تلك الاحداث حتى زمن ليس بالقصير..

وتصبح تلك المسلسلات محور حياة الناس تدور حولها حركة حياتهم ومحور احاديثهم وشغفهم في وسائل التواصل الاجتماعي، اصبح like او ماتحب او اعجبني بالعربي او dislikeهو محفز لتلك العلاقات الافتراضية فكم من سجل لك إشارة اعجاب دون ان يلفظ حرفا، وصفقت له دون ان يسمع صوت صفقة …!
طبعا ليس( للبمبان )دخل بتلك التأملات او إن شئت سمها خطرفات او ما شابه..ولكن ادركت اننا قد نساق الى التعبير الصامت بالأعجاب او اللاعجان في قضايانا المصيرية حين ترى للمظاهرات من البلكونة..!

لقد أخرجت المفارقات لا المقاربات والاختلافات السياسية بين الناس في مجتمعاتنا هواء محبوسا في بعض الصدور وحديث تشفى وحديث وعيد وانتقام في قضايا اختلافية وليست مصيرية وهناك ظهور لملاسنات عنصرية حادة كنت احسب اننا تجاوزنها زمانا ومكانا وفهما.

.ولكن يبدو ان تحت الرماد وميض جمر … واخشى ان يكون لها ضرام ولهب واشتعال. وتلك فتنة كبرى قد تحرق الاخضر واليابس ولا تبقي على شئ.. لقد ظل السودانيون لعقود طويلة بعد فتن القرنين التاسع عشر والعشرين. من القرن الماضي في تجانس تام و وئام ومحبة ظللنا نفتخر بها بين الأمم.

فلا قبلية طاغية ولا عنصرية بغيضة. والسوداني يحب السوداني ويبذل له الود في كل مكان وخاصة خارج القطر..الان أصوات كفحيح الافعى تشعل اوار الفتن بين قبلية منتنة واثنية وصفوية وعروبة وزنجية تصنع اختلافاتهاصنعا متقنا حتى تصبح قضية يتقاتل من اجلها…! وغير ذلك من مفردات يجتهد البعض في صياغتها واخراجها من مسارها الى مسارات أخرى متقيحة ومسمومة. وهناك من ينفخ الكير ويزيدالنار اشتعالا..!

لقد اشعلت القبيلية حربا ضروسا في الصومال ماتزال ملتهبة وفي اليمن والعراق ناهيك عن النعرات الدينية والطائفية التي اتخذت مسارات مرعبة في دول عديدة..الافراط في الكراهية واشتعال الغضب الجارف..حين ترتفع الحناجر بالهتاف وتضم الاكف قبضاتها..وتتقدم الارجل نحو خط النار.. ذلك ليس خيرا محضا..ولا شرا مستطيرا..!