الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة[محجوب الخليفة] عصر الدولة المخترقة 

وحي الفكرة[محجوب الخليفة] عصر الدولة المخترقة 

الخليفة

الدولة المعاصرة  لم تعد هى ذات الدولة المسيطرة  على حدودها وفضاءاتها  وان احتفظت بسيادتها علي تلك الحدود والفضاءات  وفقا للقوانين والنظم  المكتوبة والمتعارف عليها والمعترف بها إقليميا و دوليا ..
كنت كثيرا ما أتساءل عن مستقبل الدولة واجد نفسي عاجزا عن الإجابة  على تلك الأسئلة المرتبطة بسيادة الدولة  
وقدرتها على التحكم  في مفاصل الحياة وحركة مجتمعاتها والعقل الجمعي أو الرأي العام …وهل دخلنا بالفعل إلى مرحلة  الدولة الواحدة ظاهريا والمخترقة  فعليا؟؟..
عن طريق الصدفة تابعت محاضرة قيمة للمفكر التونسي الرئيس المنصف المرزوقي وهو رئيس سابق للدولة التونسية  تحدث فيها عن مصطلح الدولة  وادهشتني  فكرة المحاضرة وفهمه المتقدم وقراءته الدقيقة وتوصيفه الأدق للدولة المعاصرة.. وانتفضت من مقعدي وانا أسمعه عبر قناة الجزيرة مباشر.. يقول( الدولة بالمفهوم القديم لم تعد موجودة  لأن الدولة بالمفهوم التقليدي تعرضت لجذب من أعلى  عبر دول فضائية  ينتمى أغلبية سكانها إليها مثل دولة الفيس بوك او دولة تويتر او دولة الانستجرام
كما أنها  مشدودة إلى تحت عبر أنشطة منظمات المجتمع المدنى ..
وبقليل من المراجعة لواقع الدولة  فى عالمنا المعاصر والوضع  الراهن  نجد الدولة المعاصرة مخترقة الحدود والفضاء ثم إنها  رهينة التسلل الأجنبي للتأثير على اقتصادها وحركة مواردها… ولعل ظاهرة العقوبات والحصار  الاقتصادي  تؤكد ما نقصد من اختراق
كما أن تسرب المنظمات أو الجماعات الإرهابية  والأفراد والجماعات عبر ظواهر مثل  النزوح والاتجار بالبشر هى جميعا تحيل الدولة التقليدية إلى  دولة  أخرى بملامح ومواصفات مختلفة تماما..هى نفسها الدولة المعاصرة المخترقة الحدود والرغبات  والعاجزة عن ابتكار مصدات تمنع عنها الاختراق السياسي والاقتصادى والاجتماعى ….
إذا اقتنعنا  بأننا ننتمي أو تقيم فى دولة مخترقة سهل علينا فهم التنازع الحاد  والصراع المقيم  والتنافس طلبا لتقاسم السلطة والثروة … ذلك هو حالنا الٱن…