تطوير الذات هو عبارة عن نشاطات تطور الوعي والهوية وتطور المواهب والإمكانية، وتكون أساس الإنسان في الكثير من المجالات وتسهيل فرص العمل وتحسين معيشة الحياة وتساهم في استيعاب الأحلام والطموح، تطوير الذات ليس محدودا.
لكن تطوير الذات يتطلب الاستمرارية ولابد أن يسعى الإنسان لذلك ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
إن الناس إذا كانوا في معاصٍ وشرور وانحراف، ثم توجهوا إلى الحق، وتابوا إلى الله ورجعوا إليه واستقاموا على دينه، فإن الله يغير ما بهم سبحانه من الخوف والفقر والاختلاف والتشاحن، إلى أمن وعافية واستقامة، إلى رخاء وإلى محبة وإلى تعاون وإلى تقارب.
أن العبد له أسباب وأعمال، والله أعطاه أدوات يعرف بها الضار والنافع والخير والشر؛ فإذا استعمل عقله وأسبابه في الخير جازاه الله على ذلك بالخير العظيم، وأدر عليه نعمه، وجعله في نعمة وعافية بعدما كان في سوء وشر، فإذا تاب إلى الله وأناب واستقام، فالله جل وعلا بجوده وكرمه يغيّر حاله السيئة إلى حالة حسنة، وهكذا إذا كان العبد على راحة واستقامة وهدى، ثم انحرف وحاد عن الطريق، وتابع الهوى والشيطان.
إذن يجب على أن يعقد العزم ألا يتراجع عن تطوير ذاته ويسير للأمام، حتى لا ينطبق عليه المثل"عادت حليمة لعادتها القديمة" فمن هي حليمة؟ ما القصة وراء المثل الشائع؟
حسب كتاب «لئلا تضيع»حليمة هي زوجة حاتم الطائي المشهور بالكرم، وزوجته اشتهرت بالبخل الشديد، حتى أنها كانت كلما أرادت أن تضع السمنة في الطبخ، ارتجفت الملعقة في يدها، فأراد زوجها أن يعلمها الكرم فقال لها: "ان الاقدمين كانوا يقولون ان المراة كلما وضعت ملعقة من السمن في إناء الطبخ الطبخ زاد الله بعمرها يوماً".
أعجبت حليمة بالفكرة فمن لا يرغب بزيادة عمره يوم؟ أخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى أصبح طعامها لذيذ واعتادت على السخاء كزوجها.
وفي إحدى الأيام شاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد والذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فجزعت حتى تمنت الموت وتذكرت مقولة زوجها فأخذت تقلل من كمية السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فأصبح الناس يرددون مقولة "رجعت حليمة لعادتها القديمة".
يذكر كتاب «الأمثلة البيروتية في سياق الأمثلة اللبنانية» أنَّ قصة المثل بأنه «كانت حليمة امرأة طيبة القلب ولكنها كسولة وقليلة الهامة، وكان زوجها يحضها على العمل فكانت تستجيب إلى طلبه ثم يعاودها الكسل ولما تكرر إهمالها وتكرر طلبه إليها من أجل أن تقلع عن كسلها قال ذات مرة: عادت حليمة لعادتها القديمة».
فأما بالشام، فقد كانت حليمة تُمثِّل طفلة صغيرة لم تبلغ بعد وكانت من عادتها أنها تُبلل الفراش. وبعدما كبرت وبرز جمالها ظن الجميع أنها تركت تلك العادة السيئة.
فأحبها أحد الشباب من ذوي الجمال والحسب والنسب، وبعد ترتيب مراسم الزفاف، تأخرت حليمة بالخروج من منزلها لحضور موكب العرس. فتخوَّف أهل العريس أنها لم تعد ترغب بالزواج منهم، لكن الناس تهامسوا فيما بينهم: “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، مشيرين إلى أنها بللت فراشها وخافت من الخروج كي لا يُفتضح أمرها.
إذن يجب على الإنسان أن يجاهد ولا يتراجع عن الأفعال الجميلة، وأن يعمل الجميع من أجل تطوير السودان، صحيح هناك الكثير من العقبات والتحديات التي تواجه الناس، لكن الحياة لازم تستمر "الوجع راقد".
قلمي ينزف من أجلك يا سودن….!!!