الرئيسية » المقالات » موازنات[الطيب المكابرابي] جدة …جد أم هزل؟

موازنات[الطيب المكابرابي] جدة …جد أم هزل؟

الطيب المكابرابي

ابتداءا وحتى لا يطيل احد عنقه أو يهز راسه متعجبا نؤكد اننا من دعاة إيقاف الحرب وعاجلا ولكن بشروط من ذاقو ويلات الغدر وخرجوا من بيوتهم حفاة عراة معدمين بعضهم اصبح يمد يده للناس سائلا بعد ان كان ميسورا منفقا وكل من ذاق الذل والهوان بعد عزة بسبب هذه الحرب…
بدأ البعض يحدثنا عن عودة الحكومة ومليشيا التمرد الى طاولة التفاوض بجدة يوم الخميس ..ونسب البعض أخبارا لمواقع إخبارية تقول بذات الاقوال بل وزاد بعضهم ان احد طرفي الرعاية حاول ترقيع شكله بتبديل هذا بذاك وكلنا يعلم ان الكل يعمل لهدف واحد هو إيقاف الحرب وكفى مثلما كانت الشعارات يوما تسقط بس وكفى …
نعيد ما قلناه هنا سابقا ونجدد التساؤل وننتظر الإجابات…
مع من يتم التفاوض وقد صدرت قرارات بتجريم المليشيا وحلها نهائيا وأصبحت في حكم العدم قانونا …
ان كانت الحكومة تعترف بأهمية وضرورة التفاوض مع هذا الجسم فلتصدر قرارا يلغي قرارها السابق وتعيد شرعية هذا الجسم وليكن المبرر هو السعي لإيقاف الحرب..
كيف تتفاوض الحكومة مجددا مع طرف تم تجريبه حين لم يلتزم بالوفاء بشروط الاتفاق والتفاوض الأول وكل شروط تمت ووضعت لإقرار الهدن السابقة؟
باسم من ستتفاوض الحكومة وأي اتفاق ستبرمه وهي تعلم من المتضرر حقيقة من هذه الحرب ومن الذي تأذى بها وتعلم تماما ان التمرد استهدفه في كل شيء ولازال .. ولم ولن تتحقق من مطالبه من خلال هذا التفاوض الذي يسعى لإنقاذ ما تبقى من المليشيات..
بعض الساسة يسعى لحشر نفسه أو اشباهه في هذه اللمة والانحشار في الوسط لا لشيء إلا لإعادتنا مرة أخرى حيث كانت أسباب الصراع وإعادة تشغيل أسطوانة الإطاري..
منبر جدة كما قلنا في وقت سابق ونجدد القول لم بعد صالحا للتفاوض بين الحكومة ومليشيا الدعم السريع التي صمتت مدافعها بل وصمتت كثير من الحناجر والافواه ولم يبق لها إلا الفرفرة الأخيرة مثل كل مذبوح …
لم يعد المنبر صالحا للتفاوض بين هذه الحكومة والتمرد لان الكل يعلم ان التمرد غادر وإن من يسعون لإيقاف الحرب يخدمونه وإن غيروا بعض الجلود..
منبر جدة ليس لإيقاف الحرب إن كان لابد منه ومن خلاله ان تتحقق مطالب المكتوين بالنار…هو منبر يصلح لاحقا لتصالح سوداني وبعد ان تضع الحرب اوزارها بانتصار باهر يحققه الجيش وقد أصبح اكثر من قريب..
منبر جدة من بعد ذاك يمكن ان يعول عليه أساسا لحلحة كل الخلافات السودانية السودانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهو كذلك يصلح لأن  يكون مفتاحا لبناء سودان ما بعد الحرب اعمارا وتطويرا وحكما راشدا لا يغلق باب الوصول إليه إلا في وجه اجنبي او خائن ومزدوج الولاء أو سارق وغير شريف..
وكان الله في عون الجميع