حين اصبحوا قريبا من مدينة سنجة وعلى الضفة الاخرى من النهر كانوا يعلنون وبلا مواربة أو خوف من انكشاف خط سيرهم انهم ضمنوا استعادة سنجة من الاوباش وكانوا يشيرون بأيديهم القوية الى انها هناك وانا باذن الله داخلون
ومنتصرون وإن المرحلة التالية مدني بإذن الله..
كانوا في قامات رجال وهيبة ابطال وقوة اسود تحكي عن تاريخ جيش عظيم لم ولن ينهار أو ينهزم وإن تنكب الطريق واصابته كبوة كما كل جواد..
دخلوها عنوة ففرحت اطياف الشعب السوداني وخرجت مدنه احتفالا بهذا النصر العظيم ..
طار القائد العام الى هناك مهنئا جنده المستبشرين بالنصر الواثقين من انتصارهم في كل معركة وانطلقت الزغاريد في كل الارجاء فرحا بنصر هو المفتاح لتنظيف كل شبر من ارض البلاد من نجس وخبث الحنجويد واعوانهم من المغفلين النافعين في غالبهم والمنتفعين من السرقة ونهب حلي الحريم وبعض المدخرات..
طرد هؤلاء من سنجة يفتح الابواب واسعة لطرد الغزاة والمرتزقة من جنوب هذه المنطقة وشمالها حتى الخرطوم اذ ان سنجة وسنار وجبل موية كلها مناطق تمثل السرة والرابط بين طرق تؤدي الى كل منطقة دنستها أقدام الجنجويد…
مابعد سنجة هو تأمين كل طريق وكل منطقة تجاورها من كل الاتجاهات فمن طبع هؤلاء ان يلتفوا ليحدثوا جلبة تقول انهم ما زالوا اقوياء وهم المنهزمون المتراجعين في كل يوم…
مابعد سنجة هي القفزة والضربة القاضية بتخليص مدني وماحولها من جيوب وتطهير أرض الجزيرة من المجرمين…
مابعد سنجة لم يبق إلا ايام ولنقل شهرا تتطهر فيه كل بلادنا وتتعافى من وباء أصابها بغفلة واهمال لا مجال لتكرارهما مرة أخرى في بلد ذاق الامرين بسبب الغفلة والاهمال وحسن الظن وفتح الابواب ترحيبا بكل حاقد وناقم ومغبون…
وكان الله في عون الجميع